مأساة إنسانية بكل المقاييس، تلك التي تشهدها الجارة الشرقية الجزائر حاليًا، إثر كارثة الحرائق التي تجتاح الغابات، وهي الأزمة التي تُذكِّر بالفاجعة التي شهدتها مناطق شمال البلاد في صيف عام 2021. وقد أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية عن مقتل 34 شخصًا على الأقل، بينهم عشرة عسكريين، جراء اندلاع حرائق غابات سريعة الانتشار في شمال شرق البلاد. وحدثت أعنف الحرائق في ولايات بجاية والبويرة وجيجل، وتسببت الرياح القوية في امتداد النيران إلى المناطق السكنية، مما أدى إلى إجلاء نحو 1500 شخص. وتواجه الجزائر صعوبات في السيطرة على الوضع، مما دفع المواطنين للتساؤل عن وعود الرئيس عبد المجيد تبون قبل عامين بتعزيز الجهود لمكافحة حرائق الغابات وتحسين البنية التحتية المتعلقة بهذا الأمر. وفي محاولة لمساعدة الجزائر في التصدي للكارثة، قدمت المملكة المغربية مساعدة في صيف عام 2021، حيث قدّمت عرضًا لتوفير طائرات "كنادير" لإطفاء الحرائق، لكن الجزائر تجاهلت المساعدة في ذلك الوقت بسبب التوترات الدبلوماسية بين البلدين. - Advertisement - وفي يونيو عام 2022، أشرف الرئيس تبون على افتتاح معرض دولي في الجزائر، وطلب من شركة أمريكية توفير طائرات إطفاء حرائق "كنادير". وأفادت مصادر إعلامية أن تبون ظهر وهو يخاطب العارضين الأمريكيين حينها بالقول إن الأمر "مستعجل جدا"، موردا أنه يريد عرضا بخصوص طائرات "كنادير"، وأورد أنه في حال ما كانت تتوفر مثل هذه الطائرات حاليا لدى الشركة العارضة فبإمكان الجزائر اقتناؤها حالا أو على الأقل استئجارها، ما دفع أحد الأمريكيين الحاضرين لتصحيح المعلومة له، على اعتبار أن الأمر يتعلق بطائرات "سي 130" الأمريكية في حين أن "كنادير" كندية الصنع.