متجاهلا يد المساعدة الممدودة إلى بلاده من المغرب، قال الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، مساء الخميس، إن طائرتين فرنسيتين وصلتا اليوم لإخماد الحرائق التي تشهدها البلاد على مدار الأيام الماضية. وفي حين أبدى المغرب، بتعليمات ملكية، استعداده لمساعدة الجزائر في مكافحة حرائق الغابات، مع تعبئة طائرتين لإخماد الحرائق من طراز كنادير، للمشاركة في هذه العملية، بمجرد الحصول على موافقة السلطات الجزائرية، تجاهل تبون كل ذلك، في خطاب للأمة مساء اليوم، متحدثا عن أن بلاده ستصلها طائرتان إسبانيتان، وبعد 3 أيام ستصل طائرة سويسرية للسيطرة على الحرائق، رافضا بذلك اليد الممدودة إليه من أقرب جيرانه. وتابع تبون أن ولاية تيزي وزو هي أكثر المناطق تضررا جراء الحرائق، مبرزا، أن غابات المنطقة المتضررة، ليست مجرد غابات بل مناطق آهلة بالسكان، مؤكدا، أنه اتصل بكل الدول الأوربية الصديقة للمساعدة في إطفاء الحرائق، غير أنه، أشار، إلى أنه ولا دولة استجابت لطلبه، لأن الطائرات كانت في اليونان وتركيا. وأضاف عبد المجيد تبون، في كلمة إلى الشعب الجزائري، للحديث عن موجة الحرائق التي تشهدها شمال الجزائر، أنه أمر وزيره الأول للاتصال بالدول الأوربية الصديقة لإقتناء طائرات إخماد الحرائق منذ نشوبها وقال تبون إن صور الحرائق التي شاهدها كانت مهولة، لافتا إلى أن تلك الموجة من حرائق الغابات لم تشهدها الجزائر منذ سنوات مضت. ودعا الرئيس الجزائري الجزائريين إلى الوحدة الوطنية لمواجهة الحرائق، وشدد على وجود البعض الذين يحاولون استغلال الحرائق لتسميم العلاقة بين الشعب والدولة، وقال إن منظمتين إرهابيتين تحاولان استغلال الظرف للمساس بالجزائر وأضاف تبون أن السلطات في الجزائر ألقت القبض على 22 شخصا يشتبه في افتعالهم للحرائق، وشدد على أن أغلب الحرائق تم ارتكابها بأيادي إجرامية. وحول مقتل شاب حرقا في منطقة القبائل في الجزائر للاشتباه في محاولة افتعاله حرائق غابات في المنطقة؛ علق تبون أن تحريات العدالة وحدها هي التي تحدد ظروف قتل الشاب. وكان الملك محمد السادس قد وجه أمس الأربعاء تعليمات للحكومة، من أجل التعبير للجارة الجزائر، عن الاستعداد للتعاون معها لمكافحة الحرائق التي تجتاحها. وقال بلاغ، لوزارة الخارجية إن الملك محمد السادس أعطى تعليماته لوزيري الداخلية، والشؤون الخارجية، من أجل التعبير لنظيريهما الجزائريين، عن استعداد المغرب لمساعدة الجزائر في مكافحة حرائق الغابات، التي تشهدها العديد من مناطق البلاد. وتستمر جهود إخماد النيران التي اجتاحت شمال الجزائر منذ أربعة أيام، بمؤازرة طائرات من الخارج، في اليوم الأول من الحداد الوطني على أرواح 69 شخصا، قضوا في الحرائق التي يذكيها ارتفاع درجات الحرارة. وبين قتلى حرائق الغابات، يوجد 28 عسكريا كانوا يساعدون على إطفاء النيران، بحسب آخر حصيلة للسلطات. كما قضى 37 مدنيا في تيزي وزو وأربعة في بجاية المجاورة، فيما تقول السلطات إن الحرائق التي اندلعت الاثنين مفتعلة.