في الأيام الماضية أعلن المغرب عن توقيع اتفاقية وشيكة لبناء مصنع "غيغافاكتوري" لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية في المغرب، الأمر الذي يعزز موقع المغرب رائدًا للنقل الأخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتعدّ هذه الخطوة تطورًا ذا أهمية هائلة للمملكة بصفتها مركزًا لتصنيع السيارات على نطاق عالمي له أهمية حيوية في ضمان مرونة سلسلة التوريد الغربية، لتعزيز دور النقل الخالي من الكربون في مكافحة التغير المناخي. فالتركيز على تقليص سلاسل التوريد لضمان استقرار سوق المستهلك الأوروبي دعمَ قطاع تصنيع السيارات الكهربائية في المغرب بصورة سريعة، وطوّرَ عمليات أكثر تقدمًا. وفي الآونة الحالية، تعمل احتياطيات المغرب من المعادن الحيوية على دخول قطاع السيارات الكهربائية في المملكة مجال التصنيع المحلي بوتيرة سريعة. ومع توافر موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إضافة إلى البنية التحتية على نطاق المرافق القائمة، فإن المغرب يحظى بقدرات تؤهلها لقيادة ثورة النقل صديق البيئة، بتزويد عملية إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية في المغرب بالطاقة المتجددة. في 21 يوليو من العام الجاري (2022)، قال وزير الصناعة، رياض مزور -في تصريحات صحفية- إن بلاده تقترب من توقيع صفقة مع مُصنّعي بطاريات السيارات الكهربائية لبناء منشأة ضخمة للإنتاج المحلي. ولم يحدد مزور الشركات المتعاونة، غير أنه أشار إلى مدى ضخامة المصنع المزمع إنشاؤه بموجب الصفقة التي قد تصل إلى ملياري دولار قبل نهاية العام الجاري (2022). ويعدّ مصنع "غيغا فاكتوري" مصطلحًا أطلقته شركة "تيسلا" على المصانع التي تنتج بطاريات السيارات الكهربائية بنطاق فائق الاتساع، إذ تصل سعة خلايا بطاريات الليثيوم أيون إلى 3 غيغاواط/ساعة سنويًا لكل خط إنتاج. ويكفي ذلك تصنيع بطاريات لما يتراوح بين 30 ألفًا و45 ألف سيارة كهربائية، وفق حجمها وطرازها. ولم يفصح مزور عن عدد الخطوط أو الطاقة الإجمالية للمنشأة المقترحة في المغرب، غير أن مصنع تيسلا "غيغا فاكتوري" العملاق والناجح في مدينة شنغهاي الصينية بلغت تكلفته ملياري دولار، واستهدف إنتاج 500 ألف من بطاريات السيارات الكهربائية بطارية سنويًا، ويمكن أن يُنتج المصنع المغربي الكميات ذاتها. ويتلاءم نطاق إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية بهذا الحجم وفق تلك الرؤية مع نظام التصنيع البيئي الذي يتبعه المغرب، خاصة أن الرباط لديها القدرة على إنتاج ما يزيد عن 700 ألف سيارة سنويًا. ويهدف المغرب حاليًا إلى زيادة إنتاجه من السيارات إلى مليون سيارة بحلول عام (2025)، الكثير منها في صورة سيارات كهربائية.