أكدت الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز للمغرب، على الموقف الإيجابي لبلاده تجاه قضية الصحراء المغربية، ودعمها الواضح والراسخ لمبادرة الحكم الذاتي، مما يجعل الجارة الشمالية تدخل عهدا جديدا في علاقتها مع المغرب. قبل أن يحل سانشيز بالرباط، مرت العلاقات المغربية الإسبانية بشهور من الركود والبرود الدبلوماسي، وذلك بسبب استقبال زعيم جبهة البوليساريو المدعو إبراهيم غالي لأسباب أُطلق عليها إنسانية آنذاك. هذه الزيارة الرسمية، وضعت الحد النهائي للمواقف المعارضة التي وقفت ضد القرار الإسباني، سواء داخل إسبانيا أو خارجها، حيث راهنت هذه الأطراف على استمرار التوتر بين الجارتين، دون أن يعرفا انفراجا أبدا. ولعل من أكثر المراهنين على هذه الأطروحة، الجارة الشرقية الجزائر، التي بادرت بعد رسالة سانشيز إلى استدعاء سفيرها لدى إسبانيا للتشاور، كرد فعل على محتوى الرسالة، الذي وجه صفعة قوية لها. إن الموقف الإسباني الجديد من قضية الصحراء المغربية، سيضع العلاقات الجزائرية الإسبانية أمام منعطف جديد، ومن الواضح أنه سيزيد من حدة التوتر بينهما، فالقرار لا يخدم مصالح "كابرانات" العسكر الذين ظنوا لزمن طويل أن إسبانيا في صفهم وداعمة لهم. ويبدو أن عودة العلاقات الإسبانية الجزائرية إلى نصابها لن يكون على حساب الصحراء المغربية والوحدة الترابية للمملة المغربية، رغم تشبث الجارة الشرقية بموقف معاداة المغرب ومعاكسة وحدته الترابية وسيادته على أقاليميه الجنوبية. ويبدو كذلك أن إسبانيا استوعبت جيدا، بعد مدة طويلة من الأزمة الدبلوماسية، بسبب انفصالي ومجرم حرب، أن الحل الوحيد لحل مشكلة الصحراء المغربية هو ودعم مقترح الحكم الذاتي. الوسوم إسبانيا الحكم الذاتي الصحراء المغربية المغرب