: حمزة الورثي يمر حزب العدالة والتنمية من ظروف عصيبة هذه الأيام، والتي زادت حدتها مع تجميد الأمين العام السابق عبد الاله بنكيران لعضويته في الحزب وقطع علاقته مع إخوانه، وأبرزهم العثماني ومصطفى الرميد ولحسن الداودي وأمكراز وعزيز الرباح. جاء قرار بنكيران بعد المصادقة على مشروع قانون الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، ضمن أشغال مجلس الحكومة يوم أمس الخميس بالرباط. وكنا قد كتبنا سابقا، ما هو موقف بنكيران من "الكيف" بعد المصادقة عليه، ويبدو أن السؤال كان في وقته وفي محله، وبنكيران استجاب فورا، وكان عند كلمته، ولم يترك لنا فرصة متابعته من أجل الانسحاب، وتذكيره ببنت فمه التي تفوه بها، وكتبها في رسالة مستعجلة على ورقة باهثة. السؤال الذي نطرحه بإلحاح، لماذا يقطع بنكيران علاقته بأربعة من إخوانه دون الآخرين؟ هل الحكومة فيها أربع وزراء من البيجيدي فقط، أليسوا من استثناهم بنكيران أعضاء في "الامبة" وحكومة العثمامي؟ هذا يحيلنا على فكرة واحدة مفادها أن بنكيران يصفي حساباته السياسية مع إخوانه، و"الكيف" مجرد شماعة يعلق عليها ويستر خلفها ما هو أعظم. ولعل أبرز الحسابات تلك المتعلقة بالأمانة العامة للحزب التي لم يفز بنكيران بها للمرة الثالثة، بسبب المذكورين في رسالة الوداع. كيف يقدم رجل سياسي مثل بنكيران على خطوة كهذه، دون أن يدرسها جيدا، وهو المعروف بدهائه الفائق وحنكته، ألم يكن من الممكن أن يناقش الأمر بطرق أخرى داخل الأمانة العامة يستطيع من خلالها الوصول مع إخوانه لحل يرضي الجميع؟ لكن الأمر قد خرج عن السيطرة، وما يدور في الخفاء لا يصل للرأي العام الوطني على ما يبدو، ونحن يصلنا النذر القليل من "الحريرة" التي يعيشها البيجيدي وبنكيران بصفة خاصة، خصوصا بعد الإحالة واستخلاف العثماني . والسؤال الذي تطرحه بشدة كذلك، لماذا لم يتحرك بنكيران عندما تم الإعلان عن استئناف العلاقات مع اسرائيل، فمرجعية الحزب تعتبر التطبيع خطا أحمرا، ولا يمكن تمريره وتناهضه بشدة، أليس من المنطقي أن يجمد عضويته قبل "الكيف"، ولا نظن أن مشروع قانون "الكيف" أشد وقعا من التطبيع على التوجه المحافظ. وقد نادى صباح اليوم الجمعة برلمان العدالة والتنمية إلى عقد دورة استثنائية للمجلس يومي السبت والأحد 20 و21 مارس. وذلك طبقا للمادة 28 من النظام الأساسي للحزب، والمادة 85 من النظام الداخلي للحزب، والمادة 80 من اللائحة الداخلية للمجلس الوطني، قرر الدعوة إلى دورة استثنائية للمجلس الوطني للحزب.