يعيش الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر، أحلك أيامه، بعدما هاجر من حزبه العشرات من القياديين الذين فضلوا حزب القوى الديمقراطية، وضخ دماء جديدة فيه بعدما توارى عن المشهد السياسي المغربي. وأوضحت مصادر محلية، أن الأمانة العامة لجبهة القوى الديمقراطية وافقت على احتضان الوافدين من حزب الوردة، وقررت إعادة هيكلة فروع الجبهة وشبيبتها بمراكش، في أفق عقد مؤتمر إقليمي من أجل إعادة ترتيب الأوراق قبل انتخابات 2021. وأضافتذات المصادر ، أن النازحين من حزب لشكر إلى حزب جبهة القوى الديمقراطية لديهم قاعدة انتخابية مهمة، وساهموا بشكل كبير في الدفع بحزب الوردة في الانتخابات الماضية، ما أضحى يشكل تهديدا لمكانة حزب الوردة في عدد من المناطق مع اقتراب موعد استحقاقات 2021. من جانب آخر ، وجد المكتب السياسي لحزب الوردة نفسه وسط لغط تسبب فيه توجيه الكاتب الإقليمي للحزب في طنجةأصيلة، لاتهامات ضد عضو بالمكتب السياسي اسمه مصطفى عجاب، بتحويل أموال مخصصة لدعم كراء مقرات الحزب بجهة طنجةتطوانالحسيمة إلى حسابه الخاص. الكاتب الإقليمي المعني واسمه أحمد يحيى، زعم في قصاصات منشورة على الحساب الرسمي للكتابة الإقليمية لحزبه بالشبكات الاجتماعية، أن عجاب، الذي عين حديثا عضوا في مكتب ضبط الكهرباء، تلقى من لدن قيادة الحزب عام 2015، مبلغ 14 مليون سنتيم لدعم جهد كراء مقر الحزب بطنجة وحده، لكنه "قام بالاستحواذ عليه لحسابه الخاص". يحيى قال إن تلك المقتطفات المنشورة مصدرها بيان رسمي للكتابة الإقليمية للحزب، بيد أن مسؤولين جهويين للحزب يقولون إن تلك المواقف شخصية و"غير مرتبطة بأي بنية تنظيمية". لكن الكاتب الإقليمي للحزب في طنجة، وبعدما أعلن فك الارتباط التنظيمي بعجاب بصفة نهائية، هدد بالإفصاح عن تفاصيل إضافية تتعلق بإدارة الحزب على مستوى جهة طنجةتطوان. ويشار إلى أن عجاب وهو محام، كان موضوع قضية بالإفراغ من منزل كان محلا لمكتبه بشفشاون، بعدما تراكمت عليه الواجبات الكرائية غير المؤداة. واضطر صاحب المنزل لتنفيذ أمر الإفراغ بعدما فشلت جميع التسويات مع عجاب. وبعدها بقليل، جرى تعيين عجاب عضوا في هيئة ضبط الكهرباء، بتزكية من زميله بالحزب الحبيب المالكي، حيث يتلقى مبلغ ستة ملايين سنتيم شهريا كتعويضات قبل خصم الضرائب. هذا و قررت الكتابة الجهوية لحزب الاتحاد الاشتراكي بجهة طنجةتطوانالحسيمة، تجميد عضوية أحمد يحيا، لتضع بذلك حدا مؤقتا للصراع الداخلي الذي اندلع في أوساط التنظيم السياسي المذكور. وأصدرت الكتابة الجهوية لحزب "الوردة" في ساعة متأخرة من مساء السبت الماضي، ببلاغ شديد تعلن فيه رسميا تجميد مهام يحيا في الكتابة الإقليمية للحزب، بسبب ما بدر منه من تدوينات نشرها على حسابه الشخصي بموقع فيسبوك، ومنعه لعقد اجتماع حزبي بطنجة، ما دفع القيادة الجهوية إلى نقله إلى تطوان. وتنضاف هذه الفضائح السياسية داخل حزب لشكر، لمجموعة من المشاكل التي يعانيها الحزب نتيجة تدبير إدريس لشكر ومن معه للحزب طيلة ولايتين، كانت نتائجها مخيبة، وتأتي في عز تعالي أصوات اتحادية تطالب برحيل إدريس لشكر والحبيب المالكي، وكل الأسماء المحسوبة عليهما، من أجل إنقاذ ما تبقى من ذاكرة حزب عبد الرحيم بوعبيد.