خرج آلاف الجزائريين، وسط العاصمة في تظاهرات الجمعة الخامسة والأربعين من عمر الحراك الشعبي والتي تعد الأولى بعد وفاة قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح إثر سكتة قلبية. ووسط تعزيزات أمنية مشددة ردد المتظاهرون شعارات تطالب بتحقيق التغيير الجذري لنظام الحكم، داعين السلطة إلى الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في إطلاق سراح موقوفي الحراك ومعتقلي الرأي قبل الخوض في أي حوار وذلك رداً على دعوة الرئيس عبد المجيد تبون الحراك إلى التهيكل من أجل بدء المشاورات. والثلاثاء الماضي، خرج متظاهرون إلى شوارع العاصمة الجزائرية، رغم دعوات من قبل ناشطين في الحراك، إلى عدم الخروج عقب وفاة قائد أركان الجيش أحمد قايد صالح. يذكر أن قايد صالح توفي يوم الاثنين، بسبب سكتة قلبية عن عمر ناهز 80 سنة بحسب ما أعلنت عنه الرئاسة الجزائرية، وكانت وفاته بعد أيام قليلة من تنصيب الرئيس المنتخب الجديد عبد المجيد تبون. ومنذ بداية الحراك في الجزائر في 22 من شباط/فبراير يخرج الطلبة الجامعيون كل يوم جمعة، في موعد أسبوعي للمطالبة برحيل بقايا رموز النظام السابق. غير أن الموت المفاجئ لقائد الجيش الذي كان الرجل القوي في البلاد والحاكم الفعلي لها منذ تنحي الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، خلق انقساما وسط المحتجين في تأجيل تنظيم المظاهرات إلى غاية انتهاء انقضاء الحداد الذي أعلنت عنه الرئاسة. ودعا ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى تأجيل الخروج يوم الثلاثاء الماضي من أجل تخفيف الضغط في العاصمة التي تشهد حدادا يدوم ثلاثة أيام وتنظيم مراسيم تشييع القايد صالح التي تقام الأربعاء. غير أن آخرين فضلوا الخروج مصرين على عدم التخلي مطالبهم، ولم تشهد المسيرة تداول عبارات كانت مناهضة للقايد صالح عقب وفاته، فيما أبقى المحتجون على شعارات تندد بالحكم العسكري بترديدهم “دولة مدنية وليس عسكرية”.