أعلن رئيس الجزائر عبد المجيد تبون حداداً وطنياً لمدة ثلاثة أيام، وسبعة أيام بالنسبة للمؤسسات العسكرية، إثر وفاة الفريق أحمد قايد صالح بسكتة قلبية ألمت به في بيته، عن عمر ناهز 80 سنة، حسب بيان لرئاسة الجمهورية. ونعى تبون الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، قائلا: "بهذا المصاب الجلل تفقِد الجزائر أحد رجالاتها الأبطال، الذي بقي إلى آخر لحظة وفيًا لمساره الزاخر بالتضحيات الجسام، التي ما انقطعت منذ أن التحق في سن مبكرة بصفوف جيش التحرير الوطني، الذي ترعرع في أحضانه، وتشرَّب منه جنديًا فضابطا فقائدًا مجاهدًا عقيدةَ الوفاء للوطن والشعب". وفاة أقوى رجالات الجيش تأتي في مرحلة صعبة جدا تمر منها الجزائر؛ إثر استمرار رفض "الحراك الشعبي" انتخاب عبد المجيد تبون رئيساً للبلاد، وهو ما عبر عنه بلاغ رئاسة الجمهورية حين ذكر: "إنها فاجعة أليمة وقاسية أن تودّع الجزائر، في هذا الوقت بالذات وعلى حين غرة، قائدا عسكريا بمآثر وخصال الفريق أحمد قايد صالح". ووصفت رئاسة الجمهورية قايد صالح ب"المجاهد الذي صان الأمانة وحفظ الوديعة، وأوفى بالعه،د في فترة من أصعب الفترات التي اجتازتها البلاد، لمِا حباهُ الله به من حكمة وتبصّر وصفاء ووفاء للجزائر وللشهداء الأبرار ومن إخلاص للشعب الجزائري الأبي". وأضاف الرئيس عبد المجيد تبون أن "التاريخ سيكتب هذه المآثر الجليلة بأحرف من ذهب على صفحة مشرقة وضاءة من حياة فقيد الوطن؛ الفريق أحمد قايد صالح". وكلف الرئيس الجزائري، بصفته وزير الدفاع الوطني القائد الأعلى للقوات المسلحة، اللواء سعيد شنقريحة، قائد القوات البرية، بقيادة أركان الجيش الشعبي بالنيابة، خلفا للجنرال الراحل أحمد القايد صالح. وكان آخر ظهور للفريق قايد صالح قبل أيام، في حفل تنصيب الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون، خلال الأسبوع الفائت. ونقلت وسائل إعلام جزائرية، استنادا إلى مصادرها، أن الفريق أحمد قايد صالح تدهورت حالته الصحية خلال اليومين الماضيين. وتم تعيين القايد صالح، في سنة 2004، رئيسا لأركان الجيش الوطني الشعبي، ومن ثم تقلد رتبة "فريق" في 2006، ومنذ 2013 تم تعيينه نائبا لوزير الدفاع الوطني رئيسا لأركان الجيش الجزائري.