تحولت شوارع وأزقة العديد من أحياء مدن المملكة، في اليومين الآخيرين، إلى ساحة حرب حقيقية بعدما عمد الأطفال والشباب إلى إضرام النيران في العجلات المطاطية وسط الشوارع للاحتفال بما يسمى “الشعالة”، واستخدام المفرقعات والشهب الصناعية التي تحدث دويا مرعبا. وزرعت هذه المظاهر التي رافقها أعمال شغب وإلحاق خسائر مادية بملك الغير، الرعب في نفوس المواطنين، الذين قضوا ليلة بيضاء على دوي انفجار المفرقعات إلى حدود الساعات الأولى من صباح اليوم. ففي جهة الدارالبيضاء-سطات اضطرت عناصر الوقاية المدنية إلى التدخل في 96 مناسبة بشاحنات الإطفاء من أجل إخماد النيران التي أضرمت بالعجلات المطاطية، كما نقلت شابا أصيب بحروق بليغة في رجليه بسبب قفزه فوق “الشعالة” بمنطقة مولاي رشيد إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأوضحت المصادر ذاتها أن من بين الخسائر المادية التي أحصيت في ليلة عاشوراء بالعاصمة الاقتصادية، تكسير زجاج شاحنتي إطفاء على يد مراهقين بهدف منعهما من إخماد النيران. وفي الرباط خرج المئات من الأطفال والشباب للاحتفال بليلة عاشوراء، ولم يكتفوا بإضرام النار في العجلات واستخدام المفرقعات، بل قام مجموعة من المراهقين بتخريب الممتلكات العامة، كما حدث للملحقة الإدارية السابعة وسيارات القوات المساعدة التي تعرضت للرشق بالحجارة وتكسير زجاجها. وبذلت السلطات المحلية والأمنية في العديد من المدن مجهودات جبارة من أجل تقليص رقعة المناطق التي يجري فيها الاحتفال ليلة عاشوراء من خلال حملات استباقية حجزت خلالها مئات الوحدات من المفرقعات، وكذا العجلات المطاطية، بيد أن العديد من المراهقين والشباب تحدوا هذه التدابير، وأطلقوا العنان لصوت المفرقعات، التي قضت مضجع السكان، وتسببت في مجموعة من الحوادث. وعمت موجة سخط كبيرة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين استنكروا هذه الأفعال، مطالبين بضرورة سن قوانين زجرية للتصدي لها، كما تساءلوا عن الطريقة التي تدخل بها هذه المفرقات المرعبة إلى السوق المغربية. يذكر أن عناصر منطقة أمن عين الشق بمدينة الدارالبيضاء، تمكنت منذ بداية الشهر الجاري وإلى غاية يوم السبت الماضي، من إيقاف 9 أشخاص من بينهم قاصر يبلغ من العمر 17 سنة، للاشتباه في تورطهم في قضايا تتعلق بحيازة وترويج المفرقعات والتخدير وحيازة السلاح الأبيض. وكشف مصدر مطلع أن عمليات التفتيش المنجزة أسفرت عن العثور بحوزة الموقوفين على 15595 وحدة من الشهب النارية والمفرقعات، علاوة على مبالغ مالية وثلاثة أسلحة بيضاء. وفي سياق متصل بالعمليات الأمنية نفسها، تمكنت عناصر الشرطة بمنطقة أمن سيدي البرنوصي، الخميس الماضي، من إيقاف شخص من ذوي السوابق القضائية، يبلغ من العمر 39 سنة، للاشتباه في تورطه في قضايا تتعلق بترويج المفرقعات، حيث مكنت عملية التفتيش المنجزة بمنزله من حجز 9405 وحدات من هذه المواد المحظورة، بالإضافة إلى سلاح أبيض. وبمنطقة أمن أنفا بالدارالبيضاء، مكنت عملية أمنية، في اليوم نفسه، من إيقاف شخص يبلغ من العمر 28 سنة، عثر بحوزته على 2000 وحدة من المفرقعات الموجهة للترويج خلال فترة الاحتفالات بذكرى عاشوراء. كما تمكنت السلطة المحلية بالملحقة الإدارية السابعة في الرباط، حسب تدوينة للفاعل الجمعوي عبد العالي الرامي، من حجز حوالي 646 وحدة من المفرقعات على مستوى شارعي المسيرة والكفاح، بتعاون مع عناصر الأمن الوطني بيعقوب المنصور.