في الوقت الذي كانت فيه بعض الأحياء بالدار البيضاء تنعم بالهدوء، كانت أحياء أخرى خصوصا في المناطق الشعبية تعيش على وقع دوي انفجارات ناجمة عن استعمال المراهقين للمفرقعات؛ وهو ما خلف هلعا وقلقا في نفوس الساكنة. وعاشت العديد من الأحياء بالدار البيضاء، في الحي المحمدي وعين السبع وسيدي مومن ودرب السلطان وغيرها، بمناسبة الاحتفال بليلة عاشوراء، على وقع انفجارات جعل الأمر شبيها بما تعيشه أحياء في سوريا نتيجة دوي القصف. وعاينت جريدة هسبريس الإلكترونية، ليلة الاثنين، في عدد من الأحياء بالدار البيضاء، استعمال مجموعة من المراهقين على المفرقعات على اختلاف أشكالها وأسمائها، حيث كان البعض منهم يتحدى الآخر في قوة الانفجار الذي سيتم إحداثه. وبالرغم من كون هذه السنة عرفت تراجعا في عمليات حرق العجلات المطاطية من لدن القاصرين ليلة "الشعالة"، فإن بعض الأحياء عمل فيها الأطفال على إضرام النيران؛ وهو ما تسبب في تلوث المحيط المجاور لهم وكذا في شعور عدد من المواطنين بعدم القدرة على التنفس، خصوصا المصابين بالربو. وشنت السلطات المحلية بالدار البيضاء حملة واسعة النطاق بعدد من الأحياء الشعبية، لمنع إضرام النيران في العجلات المطاطية، حيث تمكنت من حجز العشرات منها قبل حرقها من لدن القاصرين. وشنّت السلطات في مدينة المحمدية، بدورها، حملة في مختلف الشوارع والأحياء، لوقف إضرام النار في "البنوات"؛ وهو الأمر الذي استحسنه العديد من المواطنين الذين باتوا يرفضون هذا التصرف وحرق العجلات المطاطية التي يكون غالبها مسروقا. وعلى مستوى منطقة الفداء مرس السلطان بالدار البيضاء، وتفاديا لوقوع أي كارثة، مكنت الحملة الأمنية التي قادتها المنطقة الأمنية الإقليمية من حجز كمية كبيرة من المفرقعات التي كان سيتم ترويجها ساعات قبل بدء احتفالات عاشوراء، كما حجزوا عددا من العجلات المطاطية التي كان سيتم حرقها خلال هذه الليلة. وظلت أصوات المفرقعات تسمع في هذا الحي وذاك، حتى منتصف ليلة الثلاثاء، خصوصا ببعض الأحياء، حيث يستعمل الأطفال المراهقون ذلك، دون أن يدركوا خطورتها على صحتهم، ودون ترك المواطنين الذين ينتظرهم عمل صباح اليوم الموالي في النوم بسبب دوي الانفجار القوي.