عكس السنوات المنصرمة, لم يحضر يوم أمس الأربعاء 07 غشت 2019، أي ممثل للرئاسة ولا الحكومة الجزائريتين في اختتام النسخة العاشرة بما يسمى “الجامعة الصيفية للأطر البوليساريو” التي تنظم بولاية بومرداس على التراب الجزائري, وذلك رغم حضور ابراهيم غالي زعيم الجبهة والجمهورية الوهم. عدم حضور أي ممثل سام للدولة الجزائرية في معسكر بومرداس , اعتبر بمثابة نكسة جديدة لقيادة البوليساريو ومشروعها الانفصالي في الصحراء المغربية, كما اعتبر أيضا مؤشرا على تغيير جذري في موقف القيادة الجزائرية المؤقتة تجاه البوليساريو صنيعة النظام السابق والذي يتواصل الشارع بالجارة الشرقية التظاهر لاسقاط رموزه ومحاسبتهم أمام القضاء, خاصة أنهم متورطون في ملفات فساد مالي وتبديد المال العام ومنه تبديد أموال الدولة الجزائرية في تمويل الجمهورية الوهم والذي يستنزف خزينتها ويحرم فئات عريضة من الشعب الجزائري من تمويل مشاريع تنموية بها تخفف عنه أزمته الاجتماعية. ولم يمثل الطرف الجزائري سوى والي ولاية بومرداس الجزائرية يحيى يحياتن، وقلة من ممثلي بعض الأحزاب السياسية الجزائرية ونشطاء المجتمع المدني الجزائري الذين لا يزالون يتخفون وراء حق تقرير المصير المفترى عليه لمعاكسة أي تقارب مغربي جزائري وعدم احترام سيادة جارهم المغرب على تراب أقاليمه الجنوبية. كما حضر بعض ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر من قليل من الدول التي تؤيد الجبهة الانفصالية. بالمقابل حشدت البوليساريو زعيمها وكل قادتها وسفيرها بالعاصمة الجزائر . ولم تخف مواقع مقربة من الانفصاليين امتعاضها وخيبتها بقول أنه ” أنه لايوجد أي مبرر لغياب ممثل عن الحكومة او مؤسسة الرئاسة الجزائرية إفي إختتام أشغال الجامعة الصيفية … و من غير اللائق إرسال والي لاستقبال شخص بحجم رئيس الجمهورية” (يقصد الجمهورية الوهم طبيعة الحال) .. للاشارة فقد أفادت تقارير اعلامية مقربة من القيادة الانفصالية أن عددا من انفصاليي الداخل شاركوا في معسكر بومرداس التي ينظم كل سنة بتأطير من قيادة الجبهة الانفصالية. الجامعة الصيفية التي نظمت في الفترة ما بين 26 يوليو إلى غاية 08 غشت, جمعت هذه السنة حوالي 400 مشاركا من بينهم 40 من انفصاليي الداخل, قالت المصادر ذاتها انهم ناشطون في حقوق الانسان وهي اليافطة التي يتخفون وراءها, في الوقت الذي يتم تكوينهم في معاداة الوحدة الترابية للممكلة وزرع ثقافة الحقد والكراهية في صفوفهم لاستغلالهم في مختلف التظاهرات وأعمال الشغب بمدن الأقاليم الجنوبية للمملكة. وعكس السنوات المنصرمة, فان حضور انفصاليي الداخل تراجع الى حوالي الثلثين بسبب تراجع التمويل الذي تخصصه السلطات الجزائرية للهيئة المنظمة للملتقى, وهي “لجنة التضامن مع الشعب الصحراوي” ويرأسها المدعو سعيد العياشي. كما أن مستوى حضور المسؤولين الجزائريين تراجع بالمقارنة مع السنوات المنصرمة, وهو ما أثار استياء انفصاليي البوليساريو التي تراهن على الملتقى لترويج أطروحتها بين من تسميهم اطارات الداخل والخارج.