لعل من الأخطاء التي نرتكبها كصحفيين هي التفاعل مع أي إشاعة دون بذل مجهود لتفكيكها ومعرفة مدى صدقها أو نفيها. لقد لاحظ الجميع كيف يتم الترويج لسمومات جريدة الشروق والجزائر في وسائل إعلامنا وخاصة المكتوبة والالكترونية، مع العلم أن جريدة الشروق تحتل الرتبة الأولى من حيث فبركة الحوارات التي تخدم أجندة جنرالات الجزائر. وقد لاحظ الجميع كيف أخرجت المدرب المغربي بادوا الزاكي عن صوابه، عندما عنونت صفحتها الأولى بكون الزاكي يريد تدريب الجزائر، كلام كذبه بادو الزاكي وأعلن القطيعة مع وسائل الإعلام الجزائرية لإيقانه بأن هدفها الأول هو التشويش على المغرب في جميع المجالات. وفي نفس السياق فبركت جريدة الشروق أو الشرور الجزائرية حوارا خياليا للفنان فوضيل يصف فيه مدينة العيون بالمحتلة رافضا الغناء فيها. ومن محاسن الصدف أن الفنان العالمي الشاب فوضيل أعرف شخصيا مواقفه اتجاه المغرب، ولهذا أصبت بامتعاض كبير وأنا اقرأ ما قرأت، وعلى التو اتصلت به وكان موجودا بمدينة نيم الفرنسية، وضربنا موعدا للقاء بحر هذا الأسبوع نظرا لتزامن هاته الترهات بإحيائه لحفل ساهر بمدينة السعيدية بفندق برشلونة (حفل خاص)، وفعلا التقينا في مدينة وجدة رفقة موزعه المغربي العالمي (هشام الختير) اللذان أصيبا بنوبة ضحك هستيرية وأنا أطلعهم على الإشاعة التي فعلت فعلتها في وسائل الإعلام المغربية، وأطلعتهم على مقالات في جرائد الكترونية مهنية، وهنا شدد الشاب فوضيل أن أنقل إليكم والى الرأي العام والجمهور المغربي الرسالة التالية: كما تعلمون لدي علاقة جد متميزة مع المغرب والجمهور المغربي، بل إن جل حفلاتي تقام في المغرب وكان آخرها ببوزنيقة في عيد العرش، وإبانه قبل اختتام الحفل والناس الدين حضروا الحفل يتذكرون الكلام الذي قلته حيث تعلمون أنني أنادي جلالة الملك محمد السادس بسيدنا، فلماذا تناست وسائل الإعلام فرحتي مع الشعب المغربي بعيد العرش المجيد. ولماذا تناسوا أن قائد اوركسترا فوضيل هو ابن مدينة وجدة مغربي، ولماذا تناسوا العلاقة المتميزة التي تربطني بمولاي رشيد وهذا معروف عند المغاربة. أما عن سهرة العيون فانا أعاتب أولا المنظمين لهاته الحفلة الذين لم يخرجوا عن صمتهم و يعلنوا مسؤوليتهم عن تأجيل الحفل الذي كان سيقام في العشرين من الشهر الفارط، وهذا أمر جد عادي يحدث في الميدان الفني حيث يتم تأجيل أو إلغاء حفل لأسباب تنظيمية أو شيء من هذا القبيل، كما أعاتب وسائل الإعلام المغربية، التي لم تكلف نفسها عناء الاتصال بالمنظمين بمدينة العيون لكي يعرفوا ملابسات هذا التأجيل الذي لا أتحمل مسؤوليته. كما شدد الشاب فوضيل أن منظمي الحفل ابلغوه بتأجيله وليس بإلغائه، وهنا قام باطلاعي على الرسائل النصية الموجودة في هاتفه النقال. حيث بعث يوم الثاني عشر من الشهر الفارط رسالة نصية إلى كل أفراد فرقته يؤكد عليهم أن الحفل الذي سيقام في مدينة العيون سيكون في العشرين من الشهر الفارط، وفعلا أطلعني الموزع المغربي الذي كان بجانبي بنص الرسالة، لكنه توصل برسالة من المنظمين في السادس عشر من الشهرالفارط تفيد بتأجيل الحفل وليس بإلغائه، ومرة أخرى أكد لي الموزع المغربي صحة المعلومة من خلال توصله برسالة نصية من الشاب فوضيل شانه شان باقي الفرقة الموسيقية تفيد بتأجيل الحفل. ولهذا أصيب الشاب فوضيل بحالة من الذهول للمسار الذي اتخذته هاته القضية وعندما قلت له انه لا يوجد دخان بدون نار أجاب ضاحكا: سأغني في مدينة العيون، فأما الدخان هو ما تصنعه بعض الجهات في الجزائر، مع كل الفنانين الجزائريين الذين تربطهم علاقة جيدة مع المغرب، وهنا فاجأني بمستجد يبين بجلاء إفلاس المسؤولين الجزائريين في الترصد للمغرب حتى في قضايا لا تمس جوهر الصراع، فبعد تاريخ العشرين من الشهر الفارط استدعي الشاب فوضيل من طرف المشرفين على برنامج الحان وشباب الذي تقدمه التلفزة الجزائرية على طريقة أستوديو دوزيم، لتقديم وصلة غنائية تتوسط فقرات المسابقة، لكنه فوجئ لدى وصوله للجزائر بأنه ممنوع رفقة مجموعة من الفنانين الجزائريين بالغناء في الجزائر وعلى رأسهم الشاب بلال الذي طالب مؤخرا بالجنسية المغربية، وكذا رضا الطالياني وخالد- ولمين- وعباس...لمواقفهم الايجابية من الدولة المغربية. وعندما طالب الشاب فوضيل من المنظمين مبررات موضوعية لهاته الاهانة، كان ردهم أنهم لم يكونوا على دراية بمذكرة وزارة الثقافة الجزائرية التي تمنع على أي فنان جزائري غنى في أقاليمنا الجنوبية الغناء بالجزائر، وهنا ذكروه بالحفل الذي أقامه في العيون في وقت سابق، إضافة للحفل الذي اختتمه الشاب خالد العام قبل الفارط بمدينة طانطان بالزي الصحراوي المغربي. وعلى الفور ،أبلغهم الشاب فوضيل انه أصلا ممتعض لهذا السلوك اتجاه بلد جار وانه لن يتنازل عن موقفه وسيغني في العيون مرة أخرى. وبعد أن عرفنا سبب هاته الجعجعة بطل عجبنا من المنحى الذي اتخذته جريدة الشروق ،حيث أقسم فوضيل أنه لم يدلي لها بأي تصريح صحافي وتحدى الجريدة بان تنشر التسجيل الصوتي لهذا الحوار. وبالتالي ينضاف فوضيل للفنانين الجزائريين المغاربة، و أخيرا وليس آخرا لست مستعدا بأن أسمع ضجيجا من دعاة الفقه في المهنية الصحفية، فانا راديكالي فيما يخص وطنيتي المغربية. ففي المس بمقدساتنا اسحب من قاموسي شيء اسمه المهنية، وهلما جرا من الكليشيات والاسطوانات البائسة. كما أؤكد أنني ارفع تحدي أمام الكل إذا ثبت عكس ما ذكرته سابقا.و إذا خرج منظموا حفل العيون وكذبوا المعلومة،وأنا الذي قرأت الرسائل النصية والبراهين الدامغة، سأستقيل من ملامسة القلم وسأترك المجال لعتاه المزايدة في الكتابة الصحفية. فهدفنا خدمة بلادنا والمساهمة في تعميم المعلومة، والتصدي للاختلالات ،ونشر الأمل في صفوف المغاربة نظرا لما نراه ايجابيا، ووضع اليد على ما نراه تراجعا إلى الوراء لكن يبقى الوطن أولا ووسطا وأخيرا.