هذه أبيات مهداة للمرحومة فاطمة كَاكَو، عضو المجلس العلمي المحلي لفجيج.. التي رحلتْ إلى جوار الله، تكريما لروحها الطاهرة، واعترافا بأفضالها على المجلس وعلى الإقليم بصفة عامة.. اللهم أنزلها بجوار حبيبنا المصطفى عليه السلام، وألحقنا بها مسلمين صالحين.. آمين: هجمتْ عليّ كتائبُ الأرزاءِ وأُصبْتُ في الأخيارِ من زملائي وتخلّفتْ عني البشاشة، والجوى ألقى علي بناره الحمراء أكلتْ فؤادي وانتهتْ لبشاشتي وتحوّلتْ لمغابِن الأحشاء فاليومَ خلخلني الخليفةُ نعْيُه حتى فقدْتُ توازُني وصفائي وعلمتُ حين رأيْتُ صفحة وجهه أنّ الصباحَ مُوكَّل ببلاءِ يوم الخميسِ مضى عليّ نهارُهُ ومساؤُه كالليلةِ الليلاءِ بالأمس كنْتِ على لساني دعوةً يا ربِّ "كَاكَو" جُدْ لها بشفاءِ يا ربّ "كَاكَو" إن تغِبْ عن جمعنا سقطتْ عليْه غيايةُ الإعياءِ يا نجمةً غربتْ بُعَيْدَ طلوعها يا ملْجأ الضعفاءِ والبؤساء يا ورْدةً شمّ الجميعُ أريجها صُلْحاً، وتعليماً، وفيضَ عطاء كلُّ "القصورِ" تنفّسَتْ حسناتِها عَقْداً من الزمنِ الجميلِ النائي انْظُرْ إلى بصماتِها مجْدولةً فوق الجِباهِ بشارةٍ بيْضاءِ كمْ مجلسٍ للصلح عمّ لواؤُها فإذا الخصومُ موَحَّدو الأهْواء كمْ رحْلةٍ قطع الهجيرُ نياطَها نهضتْ لها بسرِيّة الهيْجاءِ كم من لقاءٍ ترْبويٍّ يانِع ثمراتُهُ حطّتْ بكلّ فِناءِ أمّا المواعظُ فهْيَ بارئُ قوسها كلماتُها كالبلسمِ الشّفاءِ كمْ مشْكلٍ حلّتْ بحكمة رأْيِها إنْ أحْجمَ الأنْدادُ في استِحْياءِ رمضانُ أقبلَ و القِفافُ خميصة منْ ذا سيمسحُ جوْعةَ الفقراء؟ ! طُبِعتْ من العزمِ الذي لا ينثني ما كانَ أقْدَرَها على الأعْباء! ولها مروءاتٌ على هام العُلا شرُفتْ بها، وملاحمُ الشهداءِ إن الرثاءَ بحق "فاطمةٍ" قِلىً هلْ تنفعُ الأحزانُ في العظماء؟! خُلقَ الحِمامُ لغير "كَاكَو" طيّةً ولها انتشار الذكرِ في الأرجاء ماذا أقولُ بحقّ "فاطمةَ" التي تختالُ فوقَ بلاغة الشعراء؟ أنسيجُ وحْدِكِ في النساء؟ أبِدْعة؟ حقاً سمتْ "كَاكَو" على النظراء فلْيشهد الإخوانُ أنّي عاجزٌ سدتْ عليَّ منافذ الأدباء مهما أقُلْ للسامعين فوصْفُها بعد الفراق ينِدُّ عن إنشائي فيراعتي في الأرض وهْي سعيدة في رُفقة الصلحاء والشهداءِ والجسْم في روْضٍ بهيجٍ مونقٍ والروحُ تسْرحُ في حِمى النعماء جذْلى بجنْبِ الحور تحسب أنها منْ جنْسهن المنتَقى لجزاءِ في جنة الرضوان يأخذ حظه من فيْضها، فلْترقُدي بهناء أنا ما وجَدْتُ مكافئاً ينقادُ لي إلا الدعاءَ لها صباح مساءِ تلك القبور الزاهرات بِ"بوخُدٍ" وقفتْ تحيّي نجمةَ العَلْياء وقفتْ تُبايع فضلها وجلالها فتشابكَ الأمْواتُ بالأحْياء هتفوا جميعاً شاكرين حلولها أَسْعِدْ بها من ليْلةٍ خضراءِ! كالسندس العلْويّ فوق أرائك رُفِعتْ تراقبُ موعدَ الإحْياء يا أمَّ فاطمة اصبري وتجمّلي إنّ التجمّلَ آيةُ العُقلاءِ الموتُ سيّدنا ونحن بأمرهِ لا فرْقَ بيْن مسلّمٍ وعدائيّ جادتْ عليْكِ ببِرّها وتضلّعتْ لا غرْوَ، أنتُم معْدِنُ الأُصلاءِ فلْتَجْعليها إثْرَ كل فريضة أثراً يرى في موقفِ الخنْساءِ وعليك "فاطمةُ" السلام مفوّفا بضمائمٍ من عَبْرتي ووفائي وعلى الأُلى نزلوا القبورَ ترحّمي واللهُ يجمعنا لخيْر لقاء ولآل "كَاكَو" أجمعين وصيّتي: لا تبْخلوا عنها بفيْض دعاءِ