بابتسامته المعهودة وروح الدعابة المرحة التي لاتفارقه وبتواضع الكبار استقبلنا قيدوم فن "الراي" بالجزائر الفنان المخضرم صاحب الصوت الشجي الجهوري والدافىء وأحد المؤسسين الفعليين لفن الراي منذ بداياته سنوات الثمانينيات .انه ابن مدينة وهران الباهية مدينة سيدي الهواري , انه الشاب الهندي أما اسمه الحقيقي فهو السيد" بلهواري سيد احمد" استقبلنا بحفاوة منقطعة النظير وخصص لنا حيزا زمنيا من وقته رغم عناء السفر الذي تكبده من وهران إلى الجزائر العاصمة ثم إلى الدارالبيضاء ومنها أخيرا الى وجدة…وفي هذا الصدد عبر عن رغبته الملحة في ان تفتح الحدود البرية بين البلدين في اقرب وقت ممكن لأنه لا يمكن ان يتكبد أبناء الوطنين كل هذا الجهد المادي والبدني رغم التقارب الحدودي بين البلدين ووصف الأمر"بالمتعب جدا" ..كان برفقتنا الفنانين المتألقين اللذين بدورهما أسسا فعليا للفن الشبابي بوجدة أيام أوجه وعطائه وهما الشاب ميمون الوجدي وشقيقه الفنان القدير الشاب كمال الوجدي اللذان تربطانهما بالشاب الهندي أكثر من رابطة أخوة وزمالة حيث أضاف حضورهما نكهة خاصة للدردشة الصحفية التي أجريناها مع الفنان الشاب الهندي وبالمناسبة أكد لنا أن حضوره الأخير بوجدة إنما مرده الالتزام بأشغال فنية , ولأنه مرتبط بالتزامات مهنية وفنية بالقطر الجزائري تعذر عليه البقاء لإحياء أمسيات فنية بالمنطقة الشرقية.الفنان الشاب الهندي سطع نجمه في سماء الغناء الشبابي مع مطلع الثمانينيات ليتفرغ من سنة 1982 إلى سنة 1990 لأنشطته الخاصة بباريس..بعد ذلك دشن بجد مشواره الغنائي الزاخر بمجموعة من الأغاني الشبابية الناجحة وكانت اغنية الشهرة التي نال بها رضى وإعجاب الجماهير بالجزائر كما بالمغرب والعالم العربي هي أغنية" نديها كاورية كونترا عليك"..أما مساره الغنائي الحالي فقد توجه بإصدار البوم جديد يتضمن عدة قطع غنائية منها"كاع صحابي ولاو ملياردير وانأ وين نتا" وأغنية"كاكيني راني مودر".الشاب الهندي وعن سؤال حول رأيه في الأغنية المغربية أكد لنا أن كل الفنانين المغاربة في مستوى الأداء الفني ولا يستثني في محبة طربهم وغنائهم أحدا كما أكد أن له علاقة طيبة وقوية مع الفنانة المقتدرة الحاجة الحمداوية التي اشتعل معها لمرات عديدة أثناء تواجدها بالجزائر. وعن سؤال تضمن استغرابنا كونه لم يتم استدعائه ولو لمرة واحدة لإحياء أمسيات وفعاليات مهرجان الري بوجدة ابتسم قائلا " حرام أن أحرم من المشاركة في مهرجان من هذا الحجم ولا عرف أسباب تجاهلي وعدم دعوتي…وأتمنى صادقا أن أحظي بدعوة كريمة للمشاركة في الدورة السابعة لهذا المهرجان الغنائي الكبير أولا لملاقاة الجمهور العريض وثانيا لتكريس التقارب بين الشعبين الشقيقين وترسيخا لثقافة الانفتاح… سالناه عن واقع أغنية الراي بالمنطقة المغاربية فأعرب عن أسفه وتأسفه عن تدهور وانحطاط مستواها خاصة من حيث الكلمات التي لا تخدم الذوق الفني الرفيع ولا تلامس انتظارات الأذن الصاغية والحس الفني الراقي…وأشاد في هذا السياق بالشاب ميمون وعطائه الفني الراقي والوفير الذي شكل محطة علامة فارقة في مسار أغنية الراي بالمغرب والجزائر وعلى نهجه فنانون آخرون .بالمناسبة نحن في جريدة الجسور بقدرما نأمل المزيد من التألق والحضور الناجح والناجع للفنان الشاب الهندي كما للشاب كمال الوجدي أو الفنان الشاب ميمون وغيرهم من الفنانين الذين اثروا بعطائهم " الريبرتوار" الغنائي الشعبي والشبابي وأسسوا لقاعدة معطيات صلبة يمتح منها الآن مختلف الفنانين الصاعدين بقدر ما نأمل أن تلتقط إدارة مهرجان الراي بوجدة الرسالة وان تفتح مجال المشاركة للفنانين الفعليين الذين كان لهم السبق في ترسيخ أسس هذا الفن بالفضاء المغاربي…وكانوا فعلا نعم السلف الغنائي الذي لازال يجود بالعطاء المتميز أما وان تتداول منصات المهرجان نفس الوجوه الغنائية ولمدة 6 دورات متتالية فذاك أمر غير مقبول فنيا وأخلاقيا….ولا يخدم مفهوم العدالة الفنية أو يكرس التنافس الفني الشريف…فمهرجان" راي" وجدة…لايمكن أن يرقى إلى المستوى الفني الرفيع او الرضى الشعبي والجماهيري ولا يتحقق تميزه وتنوعه إلا بمشاركة الأقطاب والأعلام من فن الراي أمثال الشاب الهندي والشاب كمال..والشاب ميمون…ورشيد برياح وغيرهم كثر..اذاك سيكون المهرجان قد حقق مراميه الفنية الإبداعية والتواصلية.