شهدت مدينة طنجة صباح أمس الأحد 26 يناير 2014 مسيرة تضامنية مع المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء التي دعت إليها منظمة الشباب الإفريقي المعروفة ب " أوجا " و طلبةالمدرسة العليا للتدبير ، وقد عرفت هذه المسيرة التي انطلقت من ميناء المدينة والتي امتدت لست كيلومترات في اتجاه الفضاء الرياضي "بلاي بارك ملاباطا" مشاركة العديد من الجمعيات ومساهمة بعض العناصر الكشفية التابعة للكشاف المغربي . وعرفت هذه المسيرة التي كان شعارها " لا للعنصرية " مشاركة حوالي 150 شخصا ، رفعوا لافتات ورددوا شعارات تعبر عن تضامنهم المطلق مع المهاجرين الأفارقة رافضين جميع الممارسات العنصرية و منددين بكل أشكال التمييز ، والعنف المرتكب في حق المهاجرين ، ومطالبين بتوفير الأمن والسلامة لهذه الشريحة ، وتفعيل مبدأ المساواة دون تمييز على أساس اللون أو العرق أو الدين … بما يضمن التخفيف من وطأة ومعانات كل اللاجئين وتوفير الاحتياجات اللازمة لهم ..
وفي تصريح له أوضح الرئيس العام لمنظمة الشباب الإفريقي عبد السلام السباطري أن هذه المسيرة جاءت من أجل إذكاء روح التضامن والتآزر والتآخي بين الشباب المغربي والكثير من اللاجئين من أقطار مختلفة بما في ذلك الأعداد الغفيرة من السوريين الفارين من جحيم الموت من الذين فضلوا الإستقرار بالمغرب كبلد العدل والمساواة والأمن والأمان ، لكن ليظل الإهتمام في هذه المسيرة بالدرجة الأهم على المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء .
وتأتي هذه المسيرة ، والجدل الواسع لا زال مستمرا حول أحداث العنف التي شهدتها منطقة بوخالف التي سقط فيها شاب كمروني ، وفي غمرة تلك الأحداث نشبت مواجهات دامية بين السلطات و المهاجرين ، هذا الحادث وما سبقه من أحداث مماثلة خلفت أجواء من التوتر الشديد وسط حرب كلامية بين المهاجرين وساكنة بوخالف ، ومنذ ذلك الحين سادت المنطقة حالة من التنافر و الإستياء الشديد سرعان ما تطور إلى التراشق بألفاظ عنصرية ، وغداة ذلك بات السكان يطالبون السلطات بضرورة توفير الحماية الأمنية اللازمة ، و بذل المزيد من الجهود لوقف هذا الزحف الغير القانوني ، ومع إلحاحهم إرسالهم الرسالة تلو الأخرى وبشكل تدريجي اصبحت الحياة بمنطقة بوخالف جحيما لا يطاق ، وبات التعايش في سلام بين الطرفين أمر يصعب تحقيقه .