وجدة:ادريس العولة أهمية بطاقة التعريف الوطنية في الحياة العامة وصعوبة الحصول عليها بعد قرار اعتماد البطاقة الإلكترونية البيومترية على إثر اعتماد بطاقة التعريف الوطنية البيومترية من طرف الإدارة العامة للأمن الوطني ،ومنذ انطلاق العملية تشهد مختلف المكاتب والمراكز الخاصة بإنجاز هذه الوثيقة الإدارية اكتظاظا غير مسبوق من جراء الكم الهائل من المواطنات والمواطنين الذين يتوافدون عليها بكثافة و بشكل يومي ومستمر و تتلقى هذه المراكز يوميا عددا كبيرا من الطلبات للمواطنين الراغبين في الحصول لأول مرة على بطاقة التعريف الوطنية أو الذين يرغبون في تجديدها وساهمت مجموعة من العوامل في عملية الازدحام والاكتظاظ هذه من بينها الوصلات الإشهارية والتواصلية الداعية إلى الإسراع بتغيير البطاقة الوطنية ،إضافة إلى حجمها الصغير وشكلها الأنيق وكذا القيمة المضافة التعريفية والمعلوماتية لهذه الوثيقة الهامة التي لا يمكن الاستغناء عنها في الحياة العامة وبدونها لا يمكن الوصول إلى إنجاز وثائق أخرى . وتتميز البطاقة الجديدة بامتيازات إضافية مقارنة مع البطاقة العادية الحالية كإعفاء حامليها من أربعة وثائق إدارية هامة ويتعلق الأمر بشهادة عقد الازدياد شهادة السكنى وشهادة الحياة إضافة إلى شهادة الجنسية وما تتطلبه العملية من وقت وعناء لإنجاز هذه الوثائق التي تبقى إلزامية ومفروضة من أجل إنجاز واستخراج ملفات إدارية وفي هذا السياق سبق لوزارة الداخلية أن حددت في وقت سابق نهاية هذه السنة كحد لتداول البطاقة العادية الحالية قبل أن تتراجع عن هذا القرار وتمدد العملية إلى غاية نهاية سنة 2013 بعدما تعذر على الكثير من المواطنين إنجاز البطاقة البيومترية في الوقت المحدد . عوامل وعناصر كلها كانت حاضرة وبقوة في عملية إنجاز البطاقة البيومترية فكان من الطبيعي جدا أن تعرف المكاتب الخاصة بذلك اكتظاظا كبيرا وازدحاما شديدا وما يترتب عن ذلك من ضغط نفسي وإرهاق ذهني وعضلي للعاملين في هذه المصلحة نتيجة كثرة الأعمال والأشغال ، نظرا للكم الهائل من الطلبات التي تتوافد وبشكل يومي على هذه المصلحة التي تبقى من أنشط المصالح الموجودة لدى ولاية الأمن بوجدة ،وتحظى باهتمام وعناية خاصة من طرف والي أمن الجهة الشرقية عبد الله بلحفيظ ،نظرا لحساسية هذه المصلحة التي لها تعاملا مباشرا واحتكاكا لصيقا بكافة الشرائح المجتمعية وتبقى فترة امتحانات الباكالوريا من أهم المراحل التي تعرف إقبالا متزايدا لطلبات الحصول على بطاقة التعريف الوطنية وتمثل الفئة العمرية التي يتراوح سنها من 16 و18 سنة أكبر نسبة نظرا لما تشكله هذه الفئة العمرية من كثافة داخل منظومة التركيبة البشرية لبلادنا . معضلة إنجاز البطاقة الوطنية وتجديدها أصبحت تؤرق راحة المواطنين في الوقت الراهن ويضرب لها ألف حساب من جراء طوابير طويلة يطول معها الانتظار وما ينتج عن ذلك من تعب وعناء في صفوف المواطنين العاديين. فما بالك بفئة أخرى تعيش بين ظهرانينا وفي مجتمعنا ،وتشكل شريحة مهمة من تشكيلته البشرية ،تحتاج بدورها لهذه الوثيقة الإدارية الهامة ،فئة تستحق العناية والاهتمام من أجل إدماجها في المجتمع فئة قد تكون عاجزة تماما عن الحركة ولا يمنكها أبدا أن تنتقل إلى مقر ولاية الأمن لإنجاز وثيقتها فبالأحرى أن تقف وتنتظر في طوابير طويلة ويتعلق الأمرهنا بذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى والعجزة هل نتركهم لوحدهم يواجهون مصيرهم ويصارعون مرضهم؟أليس لهم الحق في تلك الوثيقة الضروروية ؟وباقي الوثائق الإدارية الأخرى . مبادرة شخصية لوالي أمن الجهة الشرقية من خلال تقديم خدمات خاصة للعجزة والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة أسئلة أجاب عنها والي أمن الجهة الشرقية "عبد الله بلحفيظ" من خلال المبادرة الشخصية التي أقدم عليها مؤخرا والمتمثلة في العملية الإنسانية والاجتماعية ،من أجل تقديم خدمة خاصة لفئة مجتمعية ليس بوسعها واستطاعتها التنقل إلى مقر ولاية الأمن بوجدة لإنجاز بطاقة التعريف الوطنية . وتندرج هذه المبادرة كما صرح بذلك والي أمن الجهة الشرقية لجريدة الأحداث المغربية في إطار تفعيل شعار تقريب الشرطة من المواطن والسهر على خدمته والعمل على رفع ذلك الحاجز القائم بين إدارة الأمن والمواطنين وجعلها كفضاء إداري عادي شأنه شأن باقي الإدارات العمومية الأخرى من خلال نهج سياسة فتح الباب وجه كل المواطنين المغاربة بدون استثناء الذين يرغبون في قضاء أغراضهم الإدارية وباقي القضايا الأخرى التي تدخل ضمن اختصاصاتنا فعملنا يحتم علينا ذلك .وأضاف والي الأمن قائلا أنه بصدد تعميم هذه الخدمة الخاصة لتشمل باقي مدن الجهة الشرقية في انتظار توفير الإمكانيات التقنية والبشرية لذلك فالخدمة الخاصة التي أقدمت و بادرت إليها ولاية الأمن لا تشمل فقط بطاقة التعريف الوطنية بل تشمل حتى بعض الوثائق الأخرى المتعلقة بالمساطر القضائية حيث نتقل إلى عناوين المعنيين بالأمر في حالة عجزهم على التنقل إلى مقر ولاية الأمن ناهيك عن المساهمة في الأنشطة الاجتماعية الثقافية والرياضية بتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني وتتجسد هذه المبادرة من خلال إقدام والي أمن الجهة الشرقية مؤخرا ،من وضع رهن إشارة هذه الفئة من المجتمع ،التي ترغب في الحصول أو تجديد بطاقة التعريف الوطنية حيث رصدت لهذه العملية إمكانيات بشرية ومادية ،من خلال تخصيص سيارة مجهزة بكل الوسائل التقنية التي تتطلبها إنجاز العملية تحت إشراف فرقة خاصة تقوم بالتنقل إلى مسكن وعنوان الجهة المعنية بالأمر والقيام بكل الإجراءات الإدارية في عين المكان لتجنب ذوي الاحتياجات الخاصة والعجزة عناء التنقل إلى مقر ولاية الأمن،وجعلها في غنى عن عناء الطوابير الطويلة التي تعرفها مكاتب إنجاز وتجديد بطاقة التعريف الوطنية ولتسهيل مأمورية رجال الأمن ،وجب على أسر هذه الفئة أن تتقدم بطلباتها في الموضوع لدى ديوان والي الأمن الذي سيسهر على دراسة هذه الطلبات من أجل اتخاذ القرار المناسب . ارتياح كبير لدى العديد من جمعيات المجتمع المدني بوجدة التي تهتم بشريحة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وفي هذا الصدد أعربت جمعيات مدنية تهتم بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة بوجدة ،عن ارتياحها العميق من جراء هذه المبادرة الطيبة التي بادرت إليها ولاية الأمن بوجدة ،وناشدت الإدارات العمومية الأخرى أن تحدو حذو ها من أجل تسهيل المأمورية لهذه الفئة المجتمعية التي في حاجة ماسة لمساعدة ورعاية اجتماعية أكثر حتى يتسنى لها الاندماج وبشكل كلي في المجتمع . مبادرة لقيت استحسانا كبيرا لدى كافة المواطنين والمواطنات بوجدة. طاقم أمني مفعم بالحيوية والنشاط يفتخر ويعتز بتقديم خدماته الإنسانية والاجتماعية لفئة في حاجة ماسة لخدماته ،كانت الساعة تشير إلى الساعة العاشرة صباحا من يوم الأربعاء مصالح ولاية الأمن تشتغل كخلية نحل سيارات الأمن تتحرك في كل الاتجاهات أصوات الأجهزة اللاسلكية تتعالى حركة ذؤوبة تعرفها هذا الصباح مقر ولاية الأمن سيارة أمن خاصة رابضة أمام مقر ولاية الأمن لا تستعمل لأي غرض آخر فعملها الوحيد التنقل والترحال عند المحتاجين والمرضى و العجزة وذوي الاحتياجات الخاصة لإنجاز البطاقة الوطنية وحينما تنتهي من مهمتها تراوح مكانها في انتظار عمليات أخرى ويسهر على مفاتحها والي الأمن بصفة شخصية ولا يمكن لمصلحة أخرى استعمالها فهي خلقت لعملية إنسانية واجتماعية ووضعت رهن إشارة مواطنين مغاربة في حاجة ماسة لخدماتها فئة تستحق المساعدة تستحق كل شيء سيارة مجهزة بوسائل حديثة طاقم شاب مفعم بالحيوية والنشاط الفرحة بادية على محياه تحدوه رغبة كبيرة في تقديم خدمات خاصة لفئة خاصة . انطلقت السيارة في اتجاه العنوان المقصود تطوي المسافات وصلت إلى المنزل كان أهله في الانتظار . سيدة عجوز ملقاة في ركن منزوي في بيت العائلة لا تقوى على الحركة تعاني من عدة أمراض مزمنة عيناها جاحظتان في عقدها التاسع تبدو جد فرحة ومسرورة بهذه الزيارة ،قبل الطاقم الأمني رأسها احتراما لها سألوها عن أحوالها ،ترد بطلاقة لسان وبعفوية وبساطة لم تكف عن الدعاء طيلة المدة التي قضاها الطاقم الأمني من أجل إنجاز العملية "الله يرضي عليكم" "الله يستركم " "الله يدوز سربيسكم على خير " انطلقت في البداية عملية رفع البصمات للعجوز ،التي وجدت صعوبة كبيرة للقيام بالعملية بسبب تورم أصابعها ،الطاقم الأمني يساعدها وتتكرر العملية الجميع يتعامل مع هذه الحالة بليونة حتى الانتهاء من رفع البصمات متم العملية الانتهاء منها ليتم بعد ذلك عملية تسجيل المعلومات الخاصة وتسجيلها في كناش مخصص لذلك بعد مراجعة الوثائق المطلوبة لغرض إنجاز وثيقة بطاقة التعريف الوطنية . ودع الطاقم بيت الأسرة بعدما أنهى مهمة تبقى إنسانية واجتماعية أكثر منها إدارية مبادرة ثمنتها واستحسنتها بنت السيدة العجوز وقالت بهذا الخصوص أنها لم تكن تتوقع يوما أن تزور الشرطة منزلنا وتقدم لنا هذه الخدمة الكبيرة والجليلة ،التي بدأت تشغل بالي وتؤرقني حينما انتهت مدة صلاحية بطاقة التعريف الوطنية ،فهي في حاجة ماسة لتجديدها من أجل استخلاص تقاعد أبي الهزيل ،كنت دائمة التفكير في كيفية التنقل إلى ولاية الأمن من اجل تجديد البطاقة فوالدتي عاجزة عن الحركة تماما ومريضة جدا وتعاني من عدة أمراض مزمنة حيث يصعب علينا نقلها لولاية الأمن لتجديد بطاقة تعريفها الوطنية ،فكنت عازمة على التخلي عن العملية، ولو تطلب الأمر التضحية بذلك المبلغ الزهيد الذي تتقاضاه من تقاعد أبي سررت وفرحت كثيرا حينما سمعت بهذه المبادرة الطيبة سارعت إلى وضع طلب في الموضوع إلى ديوان والي الأمن بوجدة الذي لبى طلبي وأراحني من تعب وعناء كبير كنت دائمة التفكير فيه. غادرت سيارة الأمن المنزل بحي ابن خلدون المتواجد بجنوب مدينة وجدة ،وكان الاتجاه هذه المرة نحو شمالها وبالضبط في حي "طايرت "،سيارة الأمن تسير بسرعة بطيئة ،بسبب الحفرة المتناثرة هنا وهناك من جراء الأشغال التي يعرفها هذا الحي ،وصلت سيارة الأمن إلى عنوانها المقصود كان الزقاق فارغا ،إلا من نساء كن يسترقن النظر من نوافذ بيوتهن في السيارة الأمن وهي تقف أمام منزل عمي "محمد" يتسائلن عن سر قدومها عند جارهم فلا بد أن شيء ما حدث فلا أعتقد أنهن كن يتصورن أن الأمر يتعلق بإنجاز بطاقة التعريف الوطنية لعمي "محمد" . دخل الطاقم إلى المنزل حيث يوجد الشيخ البالغ من العمر حوالي 80 سنة وكالعادة قبل الجميع رأس هذا الشيخ الوقور بادر ابنه لتقديم إليه الطاقم اعتذر بلطف عن عدم معرفتهم في البداية "سمحولي أوليداتي معرفتكمش " تفضلوا اجلسوا مرحبا بكم ، يداه ترتجفان يتكلم بصوت خافت ومبحوح علامة المرض بادية عليه لا يقوى على الحركة ابنه يساعده على الجلوس ،يئن من كثرة الألم الذي يحس به انهمك وكالعادة الطاقم الأمني شرع في عمله من أجل رفع بصمات الرجل وجد صعوبة كبيرة في بداية الأمر ،حاول لمرات عديدة للقيام بالعملية بنجاح وخصوصا أن الشيخ لم يكن يقوى على تحريك أحد أطرافه كانت تؤلمه جدا ،وفي الوقت الذي كان الجميع منهمكا في مساعدة الشيخ في إنجاز المهمة كان حفيده يلهو ويلعب دور رجل الأمن في فناء المنزل أحظر مسدسا بلاستيكيا وضعه في جيبه أخرجه ثانية أظهره للطاقم الأمني وهو يردد "من نكبر غادي نولي بوليسي " انتهت العملية وودعنا الشيخ وأهله وعادت سيارة الأمن من أين انطلقت والتحق الطاقم الأمني بمكان عمله في انتظار مهمة أخرى من هذا النوع وقد عالجت المصالح الأمنية ومنذ انطلاق المبادرة أكثر من 40 حالة لا شك أنها ستبقى راسخة وموشومة في ذاكرة أسر وأهل الفئات المستفيدة وكذا الطاقم الأمني الساهر على هذه العملية الإنسانية والاجتماعية .