{وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} النور 22. هذه الآيات نزلت في أبي بكر الصدّيق، رضي اللّه عنه، بعد أن قرر التوقف عن الإحسان ل "مسطح بن أثاثة". هذا الأخير كان ممن تولى كبر حادثة الإفك وطعن في شرف ابنة الصديق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها. في هذه الآية، يتولى المولى عز وجل أمر معاقبة أو التوبة على من تكلم في شرف الصديقة ابنة الصديق، ويُحله من العدول عن العمل بالإحسان والجود والعطاء، ويعده بالمغفرة والرحمة. إذن، ليس من العدل أن نعاقب المجتمع ككل من أجل الانتقام أو عقاب جزء منه استحق ما عليه. والله سبحانه أمر الصديق (وأمثاله من الصالحين المحسنين) بعدم جعل التوقف من العطاء لمن يسيء إليهم بجعل ذلك عقابا لهم، وفي هذا حكمة بالغة من: 1- عدم جعل العطايا والإحسان للناس بغية غرض شخصي دنيوي (وهذا حال السياسيين والأحزاب ككل) 2- يكون العطاء والإحسان لوجه الله تعالى، الذي لا يظلم أبدا ويتقبل من الصالحين، وأن المتلقي للإحسان قد يجحده، وفي هذه الحال، يكون قد جحد عطاء الله وليس إحسان المحسِن. 3- إنما المحسن وسيط وسبب، يجعله الله سبحانه بينه وبين المتلقي رحمة منه سبحانه ورحمة، فلا يجوز بتر العطاء بنية العقاب، فالله يتولى أمر العباد. هذا عن الإحسان بمعنى العطاء المادي برغبة من المحسن ورقة قلب وحب وتطوع. فماذا عن الواجب؟ ما يروج له "بنكيران" الذي ولاه الله أمر بلادي وأمري، أن ما جعله يحجم عن تنفيذ مقتضيات محضر 20 يوليوز أنه "لا تنس شيئا: حين كان يسمح بتوظيف 1500 كانوا يقفون أما البرلمان، كان يرافقهم 3000 أو 4000 لم يكونوا يقفون في البرلمان. كيف وصلت لوائحم؟ لا أحد كان يعلم ولا أحد كان يسأل، لأن الذين كانوا يحتجوا، خلاص وظفوا، والذين دخلوا معم ما حد يعرفهم…." http://www.youtube.com/watch?v=maSoR50xXmA وهنا، أقول أن المحضر، وقع بعد نداء الدولة لأصحاب الشواهد، وليس كما كان من قبل، فذريعة بنكيران في هذه النازلة منتفية. فقد ترتب عن المحضر رزق من عند الله، وحقُّ لا صدقة أو إحسان. ولو كان بنكيران مؤمنا حقا، قد أوكل له الله "خلافةً" علينا (في الواقع أنا أزهد فيها) ولو كان من الذاكرين حقا (يلوح بالسبحة يمينا وشمالا، فوقا وتحتا!) لكان من أضعف إيمانه أن لا يقطع رزقا، وجب إعطاؤه، وليس إحسانا من عنده. ولو كان بنكيران منحنا المحضر إحسانا منه، وجب عليه عدم العدول عن تنفيذه، أمرا من عند الله، ومصداقا للآية الكريمة أعلاه. وهكذا، ودون الخوض في الجوانب القانونية، لقد أجرم بنكيران في حقنا وفي حق نفسه عندما امتنع عن تفعيل المحضر بدعوى أنه مؤمن عادل. لقد عصى أمر الله في الآية، وامتنع عن إعطاء الناس حقوقهم المكتسبة شرعا والتي تفوق الحقوق المكتسبة إحسانا كما في الآية. ناهيك عن أسلوب التعريض والمغالطات التي ينتهجها بنكيران باسم السياسة والذهاء، لكن فليعلم أن الله عز وجل قال:{ َأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}.