اسم الله المحسن ورد في السنة النبوية مطلقا منونا مرادا به العلمية ودالا عل كمال وصف الله تعالى من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ( إذا حكمتم فاعدلوا وإذا قتلتم فأحسنوا، فإن الله عز وجل محسن يحب الإحسان ). معناه: المحسن في اللغة مأخوذ من الحسن، والحسْنُ ضدُّ القُبْح، وحَسَّن الشيء تحسِينا زينه، والحُسْنَى: البالغة الحسن في كل شيء من جهة الكمال والجمال، كما قال تعالى: " لِلذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَة "، فالحسْنى:الجنة. والزّيادة: النظر إلى وجه الله تعالى يوم القيامة على قول الجمهور من السلف والخلف. والإحسان في الشرع نوعان: إحسان في عبادة الله تعالى: وهو الذي فسّره النبي صلى الله عليه وسلّم في حديث جبريل المشهور حين سئل عن الإحسان فقال: ( الإِحْسَان أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ). وإحسان إلى عباد الله: أمر الله جل وعلا به في قوله:?"وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ". يقول ابن رجب رحمه الله تعالى في جامع العلوم والحكم: "وهذا الأمر بالإحسان تارة يكون للوجوب كالإحسان إلى الوالدين والأرحام بمقدار ما يحصل به البر والصلة، والإحسان إلى الضيف بقدر ما يحصل به قراه، وتارة يكون للندب كصدقة التطوع ونحوها فإحسان كل شيء بحسبه". والمحسن سبحانه هو الذي له كمال الحسن في أسمائه وصفاته وأفعاله: " اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى " فهو الذي: - أحسن كل شيء خلقه في غاية الإبداع والإتقان والجمال والكمال، وقمة الإحسان نجدها متمثّلةً في خلق الإنسان، هذا العالَم الأصغر الذي قال الله عز وجل عنه: " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ". ومن صور هذا الإحسان والتكريم للإنسان أن جعل كل العوالم من جماد وحيوان ونبات في خدمته، ليكون هو في خدمة سيّده ومولاه. - غمر الخلق بإحسانه برَّهم وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم بل حتى الملحد الذي ينكر وجود الله تعالى أحسن الله إليه بمقتضى ربوبيته المنعمة التي عمت الخلق أجمعين، على الرغم من مخالفة أكثرهم لأمره ونهيه. - الذي أحسن إلى خلقه بأعظم الإحسان وهو الهداية إلى الإسلام، فشرع لعباده ما يسعدون به في الدارين رحمة منه وإحسانا وتفضلا وهو الغنيّ عنهم سبحانه جل وعلا ، قال تعالى: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ " .