سيول، كوريا الجنوبية – قال وزير الدفاع تشاك هيغل في 30 أيلول/سبتمبر إن تحالف الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية الذي بدأ هنا قبل 60 عامًا كان يستند إلى الدفاع المشترك، ولكنه تطور ليصبح قوة من أجل السلام والاستقرار العالمي. تحدث هيغل خلال مأدبة عشاء رسمية أقامتها رئيسة كوريا الجنوبية بارك غيون-هاي احتفالاً بالذكرى السنوية الستين للتحالف. وذكر الوزير أن فعاليات هذا الأسبوع تشكل تتويجًا للاحتفال الجاري منذ سنة بهذه الذكرى. وجاء في كلمة ألقاها هيغل: "في أيار/مايو الماضي، كان لي شرف استقبال الرئيسة بارك في أول زيارة لها للولايات المتحدة. وفي تموز/يوليو، كان لي شرف الانضمام إلى الرئيس أوباما وعديدين غيره عند النصب التذكاري لقدامى المحاربين في الحرب الكورية في واشنطن العاصمة لإحياء الذكرى السنوية الستين لهدنة الحرب الكورية." ولاحظ هيغل أن يوم غد يصادف الذكرى الستين للتوقيع على اتفاقية الهدنة، كما يصادف يوم القوات المسلحة، الذكرى السنوية لليوم "الذي توغلت فيه القوات الكورية الجنوبية عبر خط العرض 38 خلال الحرب الكورية." وأشار الدفاع وزير إلى أن الاحتفالين يمثلان تحالفًا قام على أساس التضحية المشتركة. وأشار إلى أنه قام اليوم بزيارة المنطقة المنزوعة السلاح، التي تمتد على مسافة 4 كيلومترات من المنطقة المحايدة التي تفصل كوريا الديمقراطية الجنوبية عن كوريا الشمالية الشيوعية. وأوضح هيغل أن المنطقة المنزوعة السلاح، المليئة بالمتاريس والألغام والسياجات الكهربائية، تشكل "تذكيرًا مرعبًا بالتهديد الذي تمثله كوريا الشمالية ليس فقط لهذا البلد، وإنما للمنطقة، والوطن الأميركي كذلك. وأضاف: إلا أن التحالف يقف يقظًا ضد أي تهديد من كوريا الشمالية، وأن فرقة المشاة الثانية للجيش الأميركي "تعتز بأنها على استعداد، وجاهزة للقتال حتى في هذه الليلة إذا اضطرت لذلك." واجتمع الوزير أيضًا مع الرئيسة بارك، وشاهد التدريبات العسكرية المشتركة بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية، وتحدث خلالها إلى جنود من كلا البلدين. وقال السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع، جورج ليتل، إن الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة رؤساء الأركان المشتركة، والأدميرال صامويل جاي لوكلير، قائد القيادة الأميركية في المحيط الهادئ، والجنرال جيمس ثورمان، قائد القوات الاميركية فى كوريا، انضموا إلى الوزير هيغل خلال اجتماعه مع رئيسة كوريا الجنوبية في مقرها، البيت الأزرق. قال ليتل: "إن الوزير هيغل شكر الرئيسة بارك على التزامها القوي بالتحالف بين الولاياتالمتحدة وجمهورية كوريا، وأعرب في عشية الذكرى الستين لمعاهدة الدفاع المشترك، عن التزام الولاياتالمتحدة الذي لا يتزعزع بالدفاع عن كوريا الجنوبية." وأضاف السكرتير الصحفي أن الوزير هيغل تعهد بالعمل بشكل وثيق مع وزارة الدفاع الكورية الجنوبية على مواصلة تعزيز التحالف، واصفًا التحالف بأنه "عنصر أساسي للأمن في شمال شرق آسيا." واستطرد ليتل قائلاً: إن المجتمعين ناقشوا أيضًا أحدث تقييم للتهديد من كوريا الشمالية، والخطوات التي تتخذها قوات كوريا الجنوبية والقوات الأميركية للرد بشكل أكثر فعالية على الاستفزازات من أي نوع كانت. من ناحية أخرى، أثنى الوزير هيغل أيضًا على التعاون الأمني الثلاثي الأطراف والمنتظم مع اليابان في مواجهة التهديد الذي تشكله كوريا الشمالية، مسلطًا الأضواء على الأهمية التي توليها الولاياتالمتحدة لهذا النوع من التعاون. وقال هيغل في حفل عشاء إن الاحتفالات بالذكرى الستين التي بلغت ذروتها هنا في هذا الاسبوع تعبّر "أكثر بكثير عما حققناه هنا في شبه الجزيرة هذه- بما في ذلك تحول هذا البلد إلى قوة اقتصادية وعسكرية." وأشار هيغل إلى أن هذا التحالف قد نما ليصبح شراكة عالمية تتجاوز الحدود القومية والحدود الإقليمية أن كوريا الجنوبية وفت بوعدها حول الدفاع المشترك. كما جاء في كلمة وزير الدفاع الأميركي: "في كل انخراط عسكري كبير قامت به الولاياتالمتحدة منذ الحرب الكورية، تمسكنا بشعار "نسير سوية" مترجمًا بذلك العبارة الكورية "كاتشي كابشيدا"، وهو شعار التحالف. وأضاف: ساهمت القوات الطبية والهندسية والنقل وقوات أخرى من كوريا الجنوبية في العمليات الأميركية في الخليج، والصومال، ولبنان، وهايتي، والعراق، وأفغانستان. وقال الوزير إنه مع اقتراب وصول المهمة في أفغانستان إلى "نهاية مسؤولة في آخر العام المقبل، تفخر القوات العسكرية الأميركية بأنها خدمت مع حلفائنا الكوريين مرة أخرى." وأكد هيغل أن التحالف سيستمر في التطور. وأكد الوزير هيغل "إن جذور تحالفنا ستبقى دائمًا راسخة في الدفاع عن المنطقة، إلا أن البناء على هذا الأساس سيتيح لنا ولوج المستقبل سوية كشركاء استراتيجيين حيويين – سواء أكان ذلك هنا في شبه الجزيرة الكورية أو حول العالم." وأضاف: "في هذه الليلة كما في الغد، ونحن نحتفل بهذا الحدث البارز الخاص، دعونا أيضًا نعيد تكريس التزامنا ببناء مستقبل طويل وآمن ومزدهر معًا." وأكد وزير الدفاع مجددًا على النوعية المتينة للتحالف الطويل الأمد الذي أكمل عامه الستين. ثم ختم كلمته بالقول: "لقد وقفت الولاياتالمتحدة وجمهورية كوريا معًا في الماضي، ونحن نقف معًا اليوم، وسنقف معًا في المستقبل."