وعدت كوريا الجنوبية، أمس الاثنين، "برد عنيف" في حال "استفزاز" كوري شمالي مدعومة من الولاياتالمتحدة، التي نشرت طائرتي إف-22 خفيتين على خلفية توتر حاد مع كوريا الشمالية، التي اجتمع برلمانها، أمس الاثنين. من جهتها، اجتمعت الرئيسة الكورية الجنوبية زعيمة المحافظين والصقور بارك غون-هاي مع مسؤولين عسكريين رفيعين ووزير دفاعها. وصرحت الرئيسة، التي تولت الحكم في فبراير "أعتقد أنه علينا أن نرد بشكل شديد وفوري من دون أي اعتبار سياسي في حال غامر (الشمال) في استفزاز شعبنا". وتشهد شبه الجزيرة الكورية حلقة جديدة من مسلسل التوتر والتهديدات، منذ دجنبر الماضي، عندما أجرى الشمال تجربة إطلاق صاروخ ناجحة اعتبرتها واشنطن وسيول تجربة بالستية. بعدئذ أجرت بيونغ يانغ تجربتها النووية الثالثة ما أدى إلى تبني عقوبات جديدة ضدها في مجلس الأمن الدولي في مارس، واستمر التصعيد، منذ ذلك الحين. وأعلن الشمال هذا الشهر عن إلغاء اتفاق الهدنة والاتفاقات الثنائية الأخرى المبرمة مع سيول، احتجاجا على التمارين العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة. وأثار إعلان الولاياتالمتحدة أن مقاتلتي شبح من طراز اف-22 انضمتا إلى قاذفات بي-52 وبي-2 للمشاركة في المناورات العسكرية المشتركة الجارية بين الجيشين الأميركي والكوري الجنوبي استياء حادا لدى نظام الشمال، الذي هدد بضرب جزر غوام وهاواي الأمريكية في المحيط الهادئ. وأعلنت كوريا الشمالية أنها "في حالة حرب" مع كوريا الجنوبية. والكوريتان ماتزالان تقنيا في حالة حرب لأن حرب كوريا بين العامين 1950 و1953 انتهت بهدنة وليس بمعاهدة سلام. وقال متحدث باسم القوات المسلحة الايريكية لوكالة فرانس برس إن طائرتي اف-22 رابتور وصلتا إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في مناورات "فول إيغل" السنوية المشتركة بين البلدين وتستمر هذا العام حتى 30 أبريل. وبحسب معلومات غير مؤكدة، فإن المقاتلتين موجودتان في القاعدة العسكرية الأمريكية في جزيرة أوكيناوا في جنوباليابان. وسبق لمقاتلات إف-22 مماثلة أن شاركت في هذه التدريبات السنوية، غير أن مشاركتهما في هذا الوقت بالذات ترتدي أهمية بالغة نظرا إلى تفاقم التوتر في المنطقة بسبب الخطاب الناري المتبادل بين بيونغ يانغ من جهة وسيول وواشنطن من جهة أخرى، الذي يعتبره الخبراء مثيرا للقلق. ومنذ عقود تشهد شبه الجزيرة الكورية توترا متصاعدا يدور دائما في الفلك نفسه: تهديدات ترتفع وتيرتها من جانب بيونغ يانغ ثم احتواء وعودة إلى الهدوء. وفي هذه المرحلة مازالت عدة سيناريوهات محتملة، لكن الخبراء يستبعدون تهدئة مفاجئة للتوتر، وكذلك حربا مفتوحة سيخسرها الشمال حتما. وتعقد الجمعية العليا للشعب الكورية الشمالية وهي مجرد غرفة لتسجيل قرارات الحزب جلستها العامة السنوية ليوم كامل ولا يتوقع أن يصدر عنها أي إعلان مفاجئ. واعتبر المحلل في معهد كوريا لإعادة التوحيد الوطني في سيول تشو هان-بوم أن "الشمال كشف أغلبية أوراقه السياسية، لا أعتقد أن هذا الاجتماع سينتج تهديدات جديدة ملموسة". وتابع "على الأرجح سيصدر إعلانا رمزيا كنداء إلى جميع الكوريين الشماليين للاستعداد لحرب محتملة، على سبيل المثال". وترأس الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون، اجتماعا للجنة المركزية في الحزب الحاكم، حزب العمل. وقررت اللجنة إدراج حق كوريا الشمالية في امتلاك الأسلحة النووية "في القانون" وتحسين ترسانتها "نوعيا وكميا". ودعت روسيا كوريا الشمالية وكوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة إلى التحلي "بالمسؤولية وممارسة أقصى درجات ضبط النفس". وأعلنت واشنطن مرة جديدة أنها لن تسمح لبيونغ يانغ بترهيبها وتبقى "مستعدة لمواجهة أي احتمال" قادم من كوريا الشمالية، على حد قول وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل. إعلاميون يتفقدون طائرة الشبح في إحدى مطارات كوريا الجنوبية (خاص)