تفقدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون برفقة وزير الدفاع روبرت غيتس المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، في خطوة نادرة ورمزية تسبق مناورات عسكرية مشتركة مع كوريا الجنوبية، وأعلنت كلينتون من سول عن عقوبات أميركية جديدة ضد كوريا الشمالية المتهمة بإغراق سفينة لجارتها الجنوبية قبل أشهر. وقالت كلينتون متحدثة في المنطقة المنزوعة السلاح التي تبعد عن سول بنحو 50 كلم، إنها تريد أن تبعث رسالة مفادها أنها تقف بصورة حازمة مع كوريا الجنوبية ما لم يتغير سلوك الجارة الشمالية.وقال غيتس من جهته إن كوريا الجنوبية تقدمت خلال العقود الستة التي أعقبت نهاية الحرب الكورية، بينما لم يتغير إلا القليل في الشمالية.ويتعلق الأمر بزيارة أميركية نادرة على هذا المستوى إلى منطقة هي الأعلى في العالم من حيث كثافة الانتشار العسكري، إذ يرابط نحو مليوني جندي من الكوريتين عند شريط عمقه خمسة كيلومترات.وراقب غيتس وكلينتون -وهما يقفان تحت المطر- الجزء الكوري الشمالي من خط الهدنة، على بعد أمتار فقط من جنود كوريين شماليين كانوا يتأملون المشهد وقد اعتراهم الفضول.يذكر أن الولاياتالمتحدة تحتفظ ب28.5 ألف جندي في كوريا الجنوبية واختارت كلينتون كوريا الجنوبية محطة تعلن منها عقوبات أميركية جديدة هدفها -حسب قولها- منع كوريا الشمالية من تمويل برنامجهاالنووي ومن نشر الأسلحة الذرية، ولا تستهدف الشعب الكوري الشمالي.وفي وقت سابق اليوم التقت كلينتون وغيتس بوزيريْ الخارجية والدفاع في كوريا الجنوبية يو ميونغ هوان وكيم تاي يونغ، وحذر بيان مشترك كوريا الشمالية من "عواقب وخيمة" إذا حدث أي "اعتداء" مستقبلي.وحمّل تحقيق دولي كوريا الشمالية مسؤولية إغراق بارجة كورية جنوبية ومقتل 46 بحارا على متنها في مارس الماضي، لكن بيونغ يانغ نفت الاتهامات وحذرت من اندلاع حرب إذا فرضت عقوبات عليها.وقالت كلينتون إن استئناف المحادثات السداسية منوط بإقرار كوريا الشمالية بدورها في حادثة البارجة.وحسب رئيس الاستخبارات الأميركية الجديد جيمس كلابر الذي تحدث أمام أعضاء مجلس النواب في معرض تثبيته بمنصبه، فإن ما اعتبره هجوما كوريا شماليا على البارجة ينذر "بمرحلة خطيرة وجديدة" من الهجمات على الجارة الجنوبية.وتحدث غيتس عن مؤشرات أفادت الأشهر الماضية باحتمال وقوع "استفزازات" من كوريا الشمالية، حيث بدأ الزعيم كيم يونغ إيل -حسبه- يحضر لخلافته.وأعلن وزيرا الدفاع الكوري والأميركي انطلاق مناورات بحرية مشتركة الأحد القادم تستمر أربعة أيام هدفها -حسب البلدين- ردع كوريا الشمالية.واعتبرت كوريا الشمالية المناورات التي تجري في بحر اليابان تهديدا لأمنها وسلمها، وأبدت الصين "بالغ قلقها".ودعا غيتس اليوم إلى استئناف الحوار العسكري مع الصين لتفادي "سوء الفهم" في ضوء ما أسماها إشارات "مقلقة" تصدر عنها، وقال إنه يتطلع إلى زيارة بكين التي تراجعت عن استقباله الشهر الماضي احتجاجا على صفقة سلاح أميركية إلى تايوان قبل سبعة أشهر، علقت في أعقابها الحوار العسكري الثنائي.لكن غيتس امتدح تأييد الصين قرارا أمميا شدد العقوبات على كوريا الشمالية.وحدد قائد الأركان الأميركية مايك مولن متحدثا إلى قوات أميركية في كوريا الجنوبية بعض هذه الإشارات "المقلقة"، ومنها إنفاق الصين على التقنيات المتقدمة في مجال الصواريخ المضادة للسفن.