متابعة/عبدالمجيد مصلح قد يكون طارق ابن زياد، أول مهاجر من المغرب للأندلس، لنشر الإسلام، وهذا شئ يشهد به التاريخ، ولكن في زمننا هذا يهاجر الشباب المغربي للبحث عن العمل، والعمل في حد ذاته عبادة (…). يتخذ هؤلاء الشباب كوسيلة للعبور "قوارب الموت"،فإذا فكرنا في الأمر مليا وتعمقنا جدا قد نجد أن هؤلاء الشباب الذين يضعون أعمارهم على أكفهم ويخاطرون بأرواحهم تاركين أهلهم وذويهم وراءهم وهم عابرون إلى المجهول، فقد تنجح المغامرة وقد تخيب والمصير هو الهلاك لامحالة وإن نجحت يبقى هاجس الخوف في الوقوع في أيدي السلطات المحلية دائما يراود أذهان الشباب. وكما يقال مصائب قوم عند قوم فوائد، فإن ثمن العبور يصل بين 20000 ألف درهم إلى 40000 ألف درهم، للفرد الواحد، فوجدها بعض ذوي النيات السيئة فرصة سانحة للاغتناء بواسطة هذه التجارة المربحة مائة بالمائة، فيقتنون المراكب ويخصصونها لهذا الغرض الشنيع.ومن منبرنا هذا، نحث المسؤولين ببلادنا بأن يعملوا على إيجاد مخرج لهذا المأزق وكذا توعية الشباب بالمخاطر التي تنجم عن هجرتهم السرية هاته،والعمل كذلك على إيجاد عمل مشرف للشباب – فالأمة بشبابها – وحتى لا نفقد ثروتنا البشرية هاته الغنية بطاقاتها وابتكاراتها وليبقى الود والارتباط العميق وحبنا الخالص لوطننا الطيب حتى نضاهي الزمن ونباهي الأمم فمغربنا كنز فلنحافظ على شبابه حتى ننال المجد والسؤدد.