في خطوة تصعيدية للمواقف الروسية من الأزمة السورية، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تعليقه على التسوية الأممية لسلاح دمشق الكيماوي، في مداخلة أمام منتدى "فالداي" في شرق روسيا، إلى الربط بين الترسانة الكيميائية السورية والسلاح النووي الإسرائيلي، مطالبا بنزع السلاح النووي من منطقة الشرق الأوسط. بوتين، الذي اضطلعت بلاده بدور رئيسي في خطة تفكيك الترسانة الكيميائية السورية، ذكر بكيفية ظهور هذا السلاح الكيميائي، كبديل لسلاح إسرائيل النووي، وأعتبر أن التفوق التكنولوجي لإسرائيل في ذاته ينفي حاجة هذه الدولة إلى سلاح نووي، مشدداً على وجوب العمل على نزع صفة النووي عن مناطق معينة، وخصوصاً الشرق الأوسط. الرئيس السوري بشار الأسد من جانبه، وإن كان قد تعهد بتسليم الأسلحة الكيميائية التي بحوزة نظامه، إلا أنه حذر في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، بثتها يوم الخميس 20 سبتمبر، من أن ضبطها وتدميرها سيستغرق سنة وربما يتطلّب مليار دولار، الأسد حذًّر من أن أيديولوجية المسلحين في سوريا هي التي يجب أن تكون مصدر قلق لسوريا ودول الجوار، وحتى للولايات المتحدةالأمريكية بنفسها، قائلاً أن بلاده لا تشهد حرباً أهلية، بل تتعرّض إلى هجوم من تنظيم القاعدة. وقدّم تقديراً لعدد قتلى الجيش، موضحاً أن 15 ألف جندي قتلوا، وأعرب عن استعداد السلطات السورية لإصدار عفو جديد، كجزء من المصالحة الوطنية، يشمل من تلطخت أياديهم بدماء السوريين. يُذكر أن اتفاقاً روسياً أمريكياً قد تم التوصل إليه في الأيام الأخيرة، بين وزير خارجية كل من البلدين بجنيف، على أرضية المبادرة الروسية، تضمن عدة خطوات تهدف إلى تفكيك سلاح سوريا الكيماوي، تحت رقابة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التابعة لمنظمة الأممالمتحدة، مما جنب المنطقة حرباً كانت ستأتي على الأخضر واليابس، بعد التهديدات التي كانت أمريكا وحلفائها تطلقها بتوجيه ضربة عسكرية لدمشق، في مقابل التصريحات الروسية والصينية والإيرانية المحذرة من انهيار نظام الأممالمتحدة على غرار عصبة الأمم أثناء الحرب العالمية الأولى.