طالب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بممارسة الضغط الكافي لإجبار النظام السوري على الامتثال للشروط المنصوص عنها في الاتفاق الأمريكي الروسي بشأن تفكيك مخزونه من السلاح الكيميائي، وذلك قبيل اجتماع عقده أمس الاثنين مع وزراء خارجية أمريكا وبريطانيا وتركيا. جون كيري حذر من أن الخيار العسكري يبقي قائما في مواجهة نظام الأسد في حين أكدت واشنطن وباريس أن الخيار العسكري سيظل قائما في حال عدم التزام الرئيس السوري بشار الأسد بالاتفاق. أضاف هولاند أن الاتفاق يمثل مرحلة مهمة ولكنه ليس نقطة النهاية، مشيرا إلى توقع إمكانية فرض عقوبات في حال عدم تطبيقه، مشددا على ضرورة إبقاء الخيار العسكري. وجاءت تصريحات هولاند قبيل عقده اجتماعا أمس الاثنين مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره البريطاني وليام هيغ في حضور وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس. من جهتها نقلت وكالة أنباء الأناضول عن مصادر دبلوماسية تركية قولها إن كيري دعا نظيره التركي أحمد داود أوغلو للمشاركة في نفس الاجتماع. مضيفة أن كيري تحدث هاتفيا مع أوغلو عن الخطوات التي لا بد من اتخاذها بغية تفكيك الترسانة الكيميائية السورية، وفقا للاتفاق. وبدوره قال كيري إن الاتفاق الأمريكي الروسي المتعلق بسوريا يعد المشروع الأكبر من نوعه لإزالة السلاح الكيميائي، لكنه حذر في مؤتمر صحفي أول أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن الخيار العسكري الأمريكي سيبقى قائما في حال عدم التزام الرئيس السوري بشار الأسد بالاتفاق. من جانبه رأى نتنياهو أن تفكيك الترسانة الكيميائية السورية سيجعل المنطقة "أكثر أمانا بكثير"، مضيفا أنه "يجب أن يواكب الدبلوماسية تهديد عسكري ذو صدقية ليكون لها فرصة للنجاح". من ناحيته هنأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين "لأنه تحمل مسؤولية دفع نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى تفكيك الأسلحة الكيميائية". وأعرب أوباما الذي رحب بالاتفاق ووصفه ب"التقدم الملحوظ" -في مقابلة مع شبكة أيه بي سي نيوز سجلت الجمعة- عن أمله بأن تكون الجهود الدبلوماسية الخاصة بسوريا المدعومة بالتهديد العسكري نموذجا للتفاوض بشأن طموحات طهران النووية. ورحبت سوريا الأحد -على لسان وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر- بالاتفاق الأمريكي-الروسي. وقال في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي الروسية إن الاتفاق "يساعد السوريين على الخروج من الأزمة" من جهة، ومن جهة ثانية "أتاح تجنب الحرب ضد سوريا". بدوره رحب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أول أمس الأحد بالاتفاق، داعيا الأطراف إلى توفير الظروف لإنجاحه والمضي في التسوية السياسية. كما رحبت إيران بانضمام سوريا إلى اتفاقية معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، مطالبة بأن تنضم إسرائيل إلى الاتفاقية نفسها، كما نقلت وكالة فارس للأنباء عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم. وفي برلين عرض وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله تقديم بلاده دعما لجهود التخلص من الأسلحة الكيميائية السورية. ويحدد الاتفاق الذي أعلنه السبت الماضي وزيرا خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف في جنيف جداول زمنية، حيث يعطي دمشق مهلة أسبوع لتقديم لائحة بأسلحتها الكيميائية، على أن تدمر هذه الأسلحة بحلول نهاية الفصل الأول من العام 2014. من جهته حذر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الدوما الروسي النائب إلكسي بوشكوف من أن روسياوالولاياتالمتحدة يمكن أن تفسرا بشكل مختلف الاتفاق، مضيفا أنه "يعد إنجازا كبيرا لكنه يترك كثيرا من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها". وأبدى وزيرا خارجية تركيا وكندا، أحمد داود أوغلو وجون بيرد، السبت تشكيكهما في عزم دمشق على التخلص من ترسانة أسلحتها الكيميائية. أما المعارضة السورية فعبرت عن استيائها من الاتفاق، وطالبت المجتمع الدولي بتوسيع حظر استخدام ترسانة الأسلحة الكيميائية التابعة لنظام الأسد وإتلافها، ليشمل منع استخدام القوة الجوية للنظام وصواريخه البالستية.