من إعداد: سعيد سونا في بداية مقالي هذا أو أن أشير إلى أنني لست ندا للسيد مصطفى بنحمزة ولن أنطلق في مقالي هذا من خلفية محاججته انتصارا للنفس أو ممارسة نوع من المراهقة الفكرية أو شيء من هذا القبيل بل بالعكس فعبد ربه عندما كان طالبا بكلية الحقوق في جامعة محمد الأول وكان حينها الدكتور بنحمزة أستاذا جامعيا بكلية الآداب شعبة الدراسات الإسلامية كنت أغادر مدرجي على مضض كلما وصل إلى مسامعي أن الأستاذ بنحمزة بصدد إلقاء محاضرة حيث كان يشهد مدرجه حالة استنفار قصوى لتسابق الطلبة على الصفوف نظرا للقيمة العلمية التي يحضى بها الدكتور بنحمزة وهذا شيء لا يمكن أن ينفيه إلا سفيه، لكن جل الردود التي تلث مقالي ومقال الدكتور مصطفى بن حمزة أخطأت الطريق وقفزت على المنهجية التي تعاملت بها في التعاطي مع الخبر فعلاقة طالب العلم بالعالم علاقة تكاد تكون أبوية أما علاقة الصحفي بشخصية عامة مثل السيد بن حمزة لا يجب أن تخضع للمقياس الأول،فالصحفي كذلك معني بأخذ مسافة من الأحداث والأخبار وكذا من أي شخصية عامة مهما على شأنها أو قصر وإلا أصبح صحفيا مدجنا خانته المهنية وتشابه البصر عليه فإن تحزب الصحفي خضت بريقه، و إن تموقف من حدث أو مستجد طلق مهنيته، فعلاقة الصحفي بالحياة العامة وأشخاصها تكاد تتماهى مع علاقة العالم بمحيطه وبمكونات المجتمع الذي يعيش فيها بدءا من السياسي والاقتصادي وكذا المؤسسات.... ولهذا نظرا لثقل الدكتور مصطفى بن حمزة وتمكنه لم يسلك سبيل مريديه وشيعته في خطئهم المنهجي،بل خاطب صاحب الخبر بكل تجرد ودافع عن أطروحتيه في التعاطي مع الأحزاب وقضية الإستوزار وصحح معلومات، ولم يروقه مستوى الصحفي الذي وصفه بالهابط وهذا من حقه،لكنني أحترم فيه أنه يقم باستعراض عضلاته الفكرية، الذي ناب مريده عنه في ذلك وكأننا نتحدث عن بنحمزة آخر وسفهونا،وكذبونا،وطالبون بالاعتذار وبهذا تنطبق عليهم مقولة السوفسطائيين الشهيرة" أن تتجول ليلا يبتغي السرقة، وليس كل من تناول خبر كاذب أو صحيح عن شخصية ذات طابع ديني يتم رشقه بمعجم دبلوماسي يتجنب التفكير ويصاهر العلمانية والزندقة،والتفسق. فلنعود للمربع الأول فأقول إنني لم أشتم السيد بنحمزة ولم أقذفه بباطل،ولم أتناول خبر انتمائه للأحرار تمهيدا لإستوزار كخبر أكيد،بل إن مفهوم المؤامرة الذي يسكنكم،وإيمان العجائز الذي يعجزكم عن إكمال أية ويل للمصلين... ولهذا أدعوكم وأدعوا السيد بنحمزة لإعادة قراءة المقال مرة ثانية وأطالبكم جميع بالاعتذار،أما عبد ربه فلن يعتذر حتى تشكل الحكومة المقبلة ولا أرى محيا العلامة الباسم الذي كفر باللباس العصري واعتنق الأصالة لأسباب دينية وجسمانية.وحينذاك سأقبل رأس السيد بنحمزة، أعمم اعتذاري على كل وسائل الإعلام جهوية ووطنية. قد يقول أحدهم إن هذا تطاول وتجاسر وقلة أدب وأقول لهم إنها أبجديات المهنية فقدرا وغنا من قبله السيد الهمة عندما كان يقسم بأغلط إيمانه أنه لن يأسس حزبا،وكلنا نتذكر تلك البروبكندا البالية والأسطوانة المشروخة التي يرددها الأمناء العامون للأحزاب ورؤساء الفرق الرياضية إلى ذلك من المسؤولين عندما يظهرون للجمع ويصرحون بأنهم لن يعاودوا ترشحهم مرة أخرى وماهي إلا هنيهة حتى تجدهم جاثمين على قلوبنا مرة أخرى وبأسطوانة منقوبة هاته المرة أصابنا الاكتئاب من سماعها ألا وهي أن ضغط القواعد وتدخل عدة أطراف كانوا وراء عودتنا لجحورنا. - فمن ستلصق به التهمة استوزارك يا سيدي الفاضل إن حدث ذلك ؟ - ثم أسألك سؤالا أخر يحترم ذكاء المغاربة والإعلاميين الذي لم تحترمه عندما قمت بالرد على المقال بعد مرور نصف شهر على نشره ؟ فهل هي سماعة الهاتف ؟ أم هو ضغط المريدين أتساءل - ثم لماذا لم تنفي خبر عدم عضويتك في الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين وترؤسك لهيئة الإفتاء إبان استضافتك في برنامج مع مفتي الديار السورية حيث قدمك صاحب البرنامج بالصفات التي ذكرناها دون ذكر منصبك الأصلي لألا وهو رئيس المجلس العلمي ومنصبك السوريالي في غياب قوة المؤسسات حيث تحولت إلى مفتي الديار المغربية وأنا أرى طلعتك البهية تحتل صفحات الجرائد لإعطاء فتاوي في نازلة ما. فهل هي شهوة أحد المساحات الإعلامية والبروز الإعلامي، أم هو دور لا يقف فيه أمامك لا درك ولا جمارك. ومن هنا أريد أن أثير قضية غاية في الأهمية فرضت نفسها تماشيا مع سياق الموضوع ألا وهو علاقة العلماء بالسياسة والمنصب حيث تواضع جل الفقهاء إلى تقسيم العلماء إلى أربعة أصناف: أما الصنف الأول : فهو العالم المصارع الذي أخد مسافة من الدولة وانضم إلى صفوف الجماهير. وسخر عليه لمحاربة نظام والحكم والحاكم... والصنف الثاني: هو العالم الصامت الذي دخل في خلوة فكرية وجعل علاقته مع القلم والكتاب فقط واعتزل الأمر وطلق الساسة والسياسيين،وتهرب من أي إشعاع إعلامي، وأصبحت علاقته بمحيط انتاجاته الفكرية فقط. أما الصنف الثالث:فهو العالم المدجن ،عالم البلاط،الذي لبسته أطروحة الدولة فتجد بمنطق كل خيارات الدولة مستعملا علمه العزير لشر عنه أي خطوة تقوم بها الدولة.وإضفاء الشرعية على الحاكم بتجليه وتسخير مكانته عند الناس لردعهم كلما قام أحدهم بالتشكيك في الحاكم وأطروحة الحكم وذلك بتحوير النصوص الشرعية والالتفاف على مضمونها الحقيقي حتى يهنأ الحاكم،ويغنم العالم. أما الصنف الرابع وأخرهم: فهو العالم العضوي كما قال غرامشي أي ذلك العالم الذي انمج في قضايا مجتمعه وترك برجه العالي ليهيأ نفسه لاستقبال هموم المجتمع ومحاولة مراوغة حقوله النخبوية بمقولة عالم وأمشي في الأسواق واللبيب بالإشارة يفهم. ولهذا يا معشر أحباب رسول الله ويا من يشاركونني في محبتي للعلماء أين تصنفون الدكتور الزاهد والعالم الفقير إلى ربه السيد بنحمزة،فأما المعتدلون منكم فلا بأس من الإحراج،وأما المتشددون بتقديس الزعامات يشرفني أن أقول لكم بدون تردد أن الدكتور بنحمزة عالم مدجن وعالم بلاط لبسته أطروحة الدولة، ألم يحول خطب الجمعة عندما يأتي الملك إلى خطب لعيد العرش،ألا يردع العلماء في مدينة وجدة ألا يعتبر دركي المساجد والفقهاء،ألم يحرم خيرة الأئمة لقمة عيشهم، ثم إنني أسأله ماهي الطريقة والإستراتيجية التي يتصرف بها في الأموال الطائلة التي يتلقاها من لدن محسني المدينة وزوارها،ألم تقترن إعادة هيكلة الميدان الديني بإعادة النظر في طريقة التعامل مع أموال المحسنين وتقنيتها،حتى نسمع في يوم من الأيام أن المجلس العلمي للحسابات قد قام بعمرة للمجلس العلمي لتفقد ذنوبي هذا الأخير.إنها شبهات يجتمع عليها أهل مدينة وجدة، بل منهم من تضرر ومنهم من خرج صعوقا من مكتب العلامة لطريقته الفظة في معاملة الفقراء ومن هنا أتحدى السيد بنحمزة وزبانية أن تقوم إحدى الجرائد الإلكترونية المحلية لأن الإعلام الوطني لا يرى في السيد بنحمزة إلى ذلك العالم الفطحول المتمكن، فأنا سأقبل بنتيجة الإستفتاء وأقترح أن يكون السؤال هكذا هل السيد بنحمزة شخصية مقبولة في وجدة ليس كعالم ولكن كشخصية تدعي العمل الإحسان ويردد مقولة " الدال على خير كفاعلة" كما قال رسولنا الكريم. وأعدكم أنني سأستقيل من الكتابة نهائيا. لكن هيهات فأقرب الناس إلى الأرض أكثرهم بلاءا فعبد ربه الذي قضى 28 سنة بمدينة وجدة لم أرى قط في حياتي السيد بنحمزة يتجول في أحد الأحياء الهامشية ويسأل عن أحوال الناس، وأتحداه أن يقوم بجولة بالمساجد الموجودة في الأحياء الفقيرة بالمدينة، أعلم أنه لن يفعل لأن سخط الناس بلغ الزبى. فالسيد بنحمزة كلما رأيته إما مع الوالي أو في حي راقي بموكب من السيارات الفاخرة ولا يلقي الدروس إلا في مساجد 5 نجوم إن صح القول فالصورة النمطية التي رسمها السيد مصطفى بنحمزة عن نفسه هو انه عالم بورجوازي صديق للطبقة البورجوازية يعشق الزرود، ويركب سيارته مهرولا حتى لا يلحق به فقير ينغص عليه يوم ينتهي بمأدبة ستزيد في وزنه الذي سيخضع للحمية بطلب من الجهات العليا تهيئا للإستوزاره. وقد قال الدكتور بنحمزة في مقاله " ولعل ماورد في التقرير يكون غير ذي موضوع، حين نعلم أن الدستور الجديد قد حسم القضية أصلا حين جعل تدبير الشأن الديني من اختصاصات إمارة المؤمنين". نعم وهذا ما أكده جل السياسين وأخرجهم الدكتور حسن طارق عضو المكتب السياسي لحزب الإتحاد الاشتراكي والأستاذ الجامعي في مادة القانون الدستوري حين صرح أن الدولة في طريقها لفصل وزارة الأوقاف عن الشؤون الدينية لتلتحق هاته الخيرة فقط باختصاصات إمارة المؤمنين، ومن هنا تعلمون الارتباك الذي وقع فيه عالمنا الجليل فالموضوع حسب قوله ذي معنى لكنه نفاه بشدة وعلماء النفس قالوا: نفي الشيء بشدة تأكيده ثم إنك عندما قلت لوكنت أشتهي المناصب لحصلت على هذا عندما كان حزب التجمع للأحرار يتريد المشهد السياسي وهنا تشير إلى علاقتك وصداقتك المتينة مع الإبن البار للمخزن أحمد عصمان ولا يفوتني المر حتى أذكركم أن أخر مرة كنت مسافرا فيها إلى مدينة الرباط سافرت في نفس القطار الذي كنت فيه ولكنك كنت بصحبة النائب البرلماني بمجلس المستشارين السيد لحبيب العلج احد أعيان المدينة واحد اغنيائها وكنتم تتكلمون بطريقة حميمية توحي أنكم تقومون بالحركات التسخينية للموعد المرتقب ...حتى لا تثوثر لن أضيف فما زال في جعبتي المزيد من الدلائل والقرائن والصور وما أدراك ما الصور ولكن إذا ظهرت المعنى ولا فائدة من الكلام. وحتى ننتقل من جو التوثر إلى جو الدفع بالنقاش إلى مستوى يرتقي المقولة "العقول الكبيرة تناقش الأفكار والعقول الصغيرة تناقش الأشخاص" فشخصتني للأمور كانت تماهيا مع المستواي الهابط فرحم الله عبدا عرف قدر نفسه وجلس دونه. ولعل من الأفكار التي تستحق النقاش في مقالك السابق هو أنه على العالم أن يأخد مسافة من الأحزاب والسياسة ليس من قبيل العلمنة ولكن من باب التفرغ لخدمة مشروعه الديني.فبداية ليس للدكتور مشروع ديني بل له إسهامات قيمة في مواضيع عدة، أصحاب المشاريع الدينية في بلدنا محسوبين على رؤوس الأصباع يبدؤهم الدكتور عبد الله العروي بمشروعه الحداثي ثم عبد السلام ياسين بمشروعه التواق إلى الخلاصة بدلا من الملك الحاضر ووصولا إلى أحد الأبناء البررة للمنطقة الشرقية ألا وهو الدكتور محمد عابد الجابري وما أدراكم ما محمد عابد الجابري الذي أسس" المفهوم الوعي الشقي" في كتابه " نقد العقل السياسي العربي"وهو مفهوم سيخلصك من ارتباكك وصعوبتك في التموقع. فالمفكر عابد الجابري يرى أن وجود المثقف أو العالم أو الفيلسوف رهن إشارة حزب معين أو تحت سيادة حاكم معين هو انتحار فكري ولهذا استقال بهدوء من حزب الإتحاد الاشتراكي،ورفض كل المناصب بدءا بعضوية أكاديمية المملكة إلى وزارة الثقافة في عهد التناوب، وصولا إلى جوائز دولية اعتبرها مشبوها وقضى نصبه وفي ذمته دين لأحد المكتبات الذي قهرته بفاتورتها حتى أفلست مجلته العظيمة " فكر ونقد" فأي نوع من العلماء هذا الذي رفض كل شيء ومات فقيرا وترك لنا موروثا نفتخر به أمام الأمم.وجعل من مفهوم " الوعي الشقي" كتشخيص للمفارقة والإشكالية القديمة والتي أشار إليها الدكتور بنحمزة في مقاله ألا وهي إشكالية الثقافي والسياسي وهي إشكالية تحيل على خلو الأحزاب من العلماء والمثقفين الوزانين تاركين المجال لرجال الأعمال وصغار التقنوقراط وجمهرة الأعيان لكي يتقاسموا كعكة شقاء بدون وعي إنك يا أستاذي عندما تتهرب من مقولة التحزب فإنك تكون أزمة السياسة في المغرب وبالتالي تؤكد على معانتك من الوعي الشقي فأنت عالم كبير في جلباب نظام يقزمك ثم إن مسألة الإستوزار ليست بيدك شأنها شأن ردك لنفي تحزبك حتى تنقد الدولة من تهمة طبخ الحكومة من الآن وكذلك فعلت عندما لبست أطروحة الدولة ودافعت عن شفافية الانتخابات أظن أنها كانت مكالمة ساخنة وطويلة يا أستاذي الفاضل. أما التناقض الفج والواضح هو أنك رئيس للمجلس العلمي الذي هو في حد ذاته إدارة فيها بدلت مجهودا كبيرا الإبعاد طابع العمل الإداري عنك وقد اندهشت كثيرا عندما حضرت في الإجتماع الذي عقدته الولاية رفقة المجلس البلدي لحل مشكل سوق مليلية واخدث الكلمة ومما جاء فيها أنك تلقيت مكالمة من وزير الأوقاف و وزير الإسكان لكي تقوم بمجهودات لحل هذا المشكل نهائيا عبر تسليم أرض السوق للمجلس البلدي أليس هذا عين العمل الإداري ( أنظرو الجريدة الإلكترونية وجدة سيتي كلمة السيد بنحمزة بخصوص حريق سوق مليلية) وأخيرا الست باذل جهدي هذا حتى ألبسك ثوبا أزرقا وأطلقك من مصطلح رافقك لسنين طوال فأيهما أفضل ؟هل العالم ؟ آم سيادة الوزير؟ فهل ستقول للملك كما قال محمد عابد الجابري إبان اقتراحه من طرف الحسن الثاني لشغل منصب عضوية أكاديمية المملكة حيث قال بدهاء الفلاسفة: إن كان هذا آمر فأنا أقبله وإن تركت لي الاختيار فإنني اعتذر، سامحني سيدي فعندما قبلت برئاسة المجلس العلمي قد تقبل بوزارة الأوقاف. وختاما أذكر من سيشحد سكاكينه ليقذف بنا في خندق المتطاولين على العلماء...أقول لهم إن السيد مصطفى بنحمزة ليس شخصا مقدسا بل أن الدستور الجديد ربط المسؤولية بالمحاسبة وهو مسؤول.ثم لا داعي لتذكير كم إذا أصابكم غرور الإيمان كما اصطلح عليه الدكتور القرضاوي إن تخاطبوني من مكان مريح من الجنة حاجزين لي مكان بجوار ابن سبأ ودعاة الفتن لا داعي أن أذكركم بموقف سيدنا علي من الخوارج فهم قوم خرجوا على أمير المؤمنين فقاتلهم ولم يكفرهم ودعوني أذكر هواة تفريق الألقاب وقراء النوايا بموقف سيدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم " لو ضعت المسلمين في جهة وكفة أبا بكر في جهة لرجحت كفة أبا بكر " نعم أبا بكر أول المسلمين والذي شق طريق الإسلام رفقة الرسول ليصبح دينا للعالمين يحاول البعض احتكاره ألا لعنة الله على المحتكرين.