بقلم الدكتور أسامة آل تركي ما يحدث الآن من إقفال لبيوت الرحمن "المساجد" جعلنى أعود بالذاكرة إلى عشرين سنة مضت، حيث كنت مدعوا لحضور مؤتمر اقتصادي بمدينة لندن، وبحكم أننى منظم للمعارض والمؤتمرات الاقتصادية، فقد تمت دعوتي من طرف المنظمين للإطلاع على أحدث الوسائل المتبعة في التنظيم وكيفية التعاون بيننا وبينهم في هذا المجال. أثناء المؤتمر جلست فى المكان المخصص لي وكان بجواري شخص يظهر أنه شخصية مميزة وصاحب منصب كبير، حيث تعرفت عليه ودار حوار طويل بيننا عن مستقبل العرب في الألفية القادمة وكيف ستكون الدول العربية مع الانفتاح العالمي . وقد استغربت عندما تحدث معي بشكل صريح عن مستقبل العرب وكانت الانتخابات الأمريكية في مرحلتها النهائية، حيث أخبرني بأن بوش الإبن سيفوز فى الانتخابات وستتغير خارطة الطريق ولن يبقى من الحكام الحاليين أي رئيس أو حاكم خلال العشرين السنة القادمة، كما سيحكم أشخاص لا تعلمون من أين قدموا، جيل يختلف تفكيره عنكم، سوف يتم احتلال العراق، والعالم العربي سيتفكك وتنتهي الجامعة العربية، كما سيكون هناك تطبيع مع الكيان الصهيوني وأنتم من تلهثون وراءهم وتنتهي القضية الفلسطينية على يد العرب . الإسلام سيكون غريب في بلادكم، وستقفل المساجد كل ذلك أمام أعينكم، وستتقبلون ذلك ويكون كل شيء طبيعي في حياتكم، فنكرت عليه ذلك بشدة وقلت له كيف تقفل المساجد ونحن ولله الحمد نسمع صوت الأذان على مدار الساعة في مشارق الأرض ومغاربها والمسلمين كل يوم في يتكاثرون، أجابني أن هناك أشياء سوف تعرفها في حينها، نعم لقد هجرنا المساجد تحت مسمى وباء كورونا وكأننا سوف نصاب بهذا الوباء فقط في المساجد، أنظر من حولك سوف تجد التجمعات فى كل مكان في الأسواق، في المطاعم والمقاهي، في البحر، كل شي أصبح كما كان، ولم يبقى غير بيت الله هو الوحيد المغلق، لقد صدق ذلك المسوؤل الكبير الغربي واستطاع المستعمر أن يدمر كل شيء في حياتنا كمسلمين ولم يبقى لنا غير الاسم بلا هوية. نحن العرب شعوب لا تقرأ ولا تتعلم من أخطاء الماضي، ولا توجد لدينا خطط مستقبلية والعدو هو من يخطط لحياتنا ومسيرتنا، يا أمةً ضحكتْ من جهلها الأمم . "مقالات الرأي لا تعبر عن وجهة نظر الموقع ولا فريق العمل"