التزاما بمنهجية الحكامة الرشيدة المبنية على التشارك والشفافية والتقييم، عرض الأستاذ رضوان مرابط رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، تقريرا مفصلا عن حصيلة إنجازات الجامعة في السنة الاولى من تنزيل برنامجه لتنمية الجامعة، وذلك في مجلس الجامعة المنعقد يوم 23 يوليوز 2019. حيث خصص المجلس صبيحة بأكملها لمناقشة هذه الحصيلة، التي أجمع الحاضرون على أهميتها ووقعها الإيجابي على الطلبة وتحسين ظروف العمل وارتقاء الجامعة في كل المجالات. و في بداية عرضه، ذكر السيد رئيس الجامعة أن هذه الحصيلة هي نتاج عمل جماعي، ساهم في تحقيقه كل الفاعلون الجامعيون. و هم بذلك يستحقون الشكر والتقدير. كما ذكر بمرجعيات ومرتكزات مشروع التنمية الذي صادق عليه مجلس الجامعة في 27 يوليوز 2018، والأهداف الواردة فيه وأهم مشاريعه المقترحة، ليتسنى للمتتبعين مقارنة الحصيلة مع التوقعات. وفي ظل الحركية التي تعيشها الجامعة بعد تعيين المسؤولين الجدد عن مؤسساتها، وانخراط كافة الفاعلين في مشروع تنميتها، اطلع مجلس الجامعة على مؤشرات كمية و أخرى نوعية عن المنجزات، في مجالات الحكامة والتكوين و البحث العلمي والابتكار وعصرنة التدبير الاداري والمالي والانفتاح على المحيط السوسيو-اقتصادي وتحسين ظروف العمل والحياة الطلابية وتشجيع الاشعاع الدولي للجامعة ورفع مكانيتها في التصنيفات الوطنية و الدولية للجامعات. وتبرز الحكامة التشاركية المعتمدة من خلال اشتغال الهياكل و العدد المرتفع لاجتماعات مجلس الجامعة (10 اجتماعات في سنة) واجتماعات اللجن المنبثقة عنه، التي بلغ عددها 22 اجتماعا، وما عرفته السنة الجامعية من لقاءات مع الأطر الادارية و التقنية ومع الهيئات النقابية (21 اجتماع) والشركاء، إضافة إلى العمل الميداني وزيارة المؤسسات، واعتماد منهجية القرب و التواصل المفتوح في تدبير الملفات و مقاربة جديدة في توزيع الميزانيات اعتمادا على المشاريع والاسبقيات المدروسة. وتم التذكير بخلق بنيات جديدة مثل مؤسسة الوساطة بالجامعة من أجل تعزيز قنوات الحوار، وقد استمع المجلس لتقرير الوسيط و ناقشه، كما أحدث فريق العمل حول البيئة والتنمية المستديمة وتم تأسيس خمسة مراكز مشتركة، بهدف تجويد الاداء وإرساء حكامة تشاركية تتيح دعم الانتاج العلمي والتربوي وتعزيز الانفتاح على المحيط. ومن بين هذه المراكز المشتركة إحداث مركز التكوين عن بعد، ومركز التكوين المستمر والإشهاد، ومركز التوجيه والارشاد والتتبع، إضافة إلى إحداث متحف العلوم، الذي سطر من بين أهدافه عرض الأعمال والمؤلفات والتحف ذات القيمة التراثية والعالمية، وعرض الخبرات والتجارب الديداكتيكية والتفاعلية المتعلقة بتطور العلوم والتكنولوجيا، وعرض الاكتشافات والابداعات والمخطوطات والمطبوعات في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم الدقيقة، ونشر المعرفة وتعميمها لتقوية دور الجامعة في الحفاظ على التراث الوطني والإنساني، و الإسهام في تعزيز دور الجامعة في مجالات السياحة الثقافية المستدامة والحوار بين الثقافات، وإنجاز دراسات وتقارير تهدف إلى جرد وتصنيف التراث المادي واللامادي الذي تزخر به جهة فاسمكناس بشراكة مع مختبرات الجامعة حرصا على أهمية الدور الاساسي لشركائها على المستوى الجهوي والوطني والقاري والدولي. ومن جهة أخرى تم خلق إطار "أستاذ شرفي" بالجامعة (Professeur honoraire) من أجل تحفيز الأساتذة لمواصلة أدائهم التربوي و العلمي ودعم جهودهم في الابداع و التأطير بعد التقاعد، وذلك بالاعتراف بأدائهم المتميز الذي يخول لهم صفة "الاستاذ الشرفي". وبهذا يمكنهم مواصلة استثمار مهاراتهم لفائدة الجامعة وطلبتها وإنجاز مشاريعهم العلمية والتربوية. كما تم خلق إطار "أستاذ فخري" بالجامعة (Professeur émérite ) الذي ستخول صفته لأساتذة التعليم العالي من درجة "ج" المزاولين لمهامهم و المعترف لهم بالتميز العلمي و الاكاديمي ، وذلك تشجيعا لهم لمواصلة الانتاج والتأطير والانخراط في تنزيل استراتيجيات الجامعة في مجالات تخصصهم. وقد شرعت الجامعة في تعيين لجنة دراسة الترشيحات وتفعيل هذه القرارات. و لاحظ المجلس ما تحقق من نتائج إيجابية على مستوى التعاون الجامعي الدولي، حيث تم توقيع 10 اتفاقية للإشراف المزدوج على الاطروحات مع جامعات دولية معروفة. كما تم توقيع 69 اتفاقيات مع هيآت ومؤسسات شريكة دولية ووطنية خلال سنة 2018-2019. وفي مجال البحث العلمي، سجلت الجامعة حضورا متميزا على الساحة الوطنية، بحصول أساتذتها على تمويل مشاريع بحث جديدة بلغ عددها هذه السنة العشرة (10)، في إطار عروض المركز الوطني للبحث العلمي و التقني من خلال برنامج ابن خلدون وبرنامج البحث حول النباتات الطبية و العطرية. كما حققت رقما غير مسبوق من المنشورات في المجلات الدولية المفهرسة، حيث وصل عددها 571 مقالا في قاعدة سكوبوس الدولية (Scopus) في النصف الأول من سنة 2019، و165 مقالا في قاعدة ويب أوف ساينس (Web of Science) في نفس الفترة. وهذا الزخم في الانتاج العلمي هو نتاج خطة الجامعة في مجال الدعم والتحفيز بكل الوسائل المتاحة والاحتفال بالتميز وتشجيع الابتكار و التجديد العلمي، والدعم التقني المتوفر في مركز الابتكار. وقد دعمت رئاسة الجامعة خلال السنة الماضية 63 تظاهرة علمية أغلبها دولية، نظمتها المختبرات المعتمدة، بالإضافة إلى الأنشطة الممولة من طرف المؤسسات. وعلى مستوى التصنيف العالمي للجامعات، أكدت جامعة سيدي محمد بن عبد الله مكانتها ضمن الألف جامعة الاولى في العالم، حسب تصنيف تايمز هاير إدوكايشن لتصنيف الجامعات، حيث رتبت في فئة 801-1000، كما واصلت تقدمها ضمن الدول ذات الاقتصاديات الصاعدة، حيث انتقلت هذه السنة في الترتيب العام للجامعات المغربية، من الرتبة الثالثة إلى الرتبة الثانية وطنيا، بل إنها احتلت المرتبة الاولى على مستوى "الإحالة العلمية أو الاستشهاد". وفي خضم مناقشة وتقييم هذه الحصيلة الغنية ثمن الجميع هذه مبادرة التي مكنت أيضا من فتح النقاش حول برنامج عمل السنة المقبلة وأسبقياته، وضرورة استثمار كل الجهود لتأهيل الجامعة، خاصة في المركب الجامعي ظهر المهراز. وسيرا على نفس المنهاج أوصى المجلس رؤساء المؤسسات بتقديم ومناقشة الحصيلة السنوية على صعيد المؤسسات ومناقشة برامجها المستقبلية وأسبقياتها، وتهيئ تقارير في الموضوع.