السلفية الجهادية موجودة في المغرب وعلينا أن نتعامل معها على أساس أنها جزء من المشهد الديني والسياسي،علينا أن نجد لها مكانا في الضوء قبل أن تجد لنفسها مكانا في الظلام وتتحول لمشكل معقد. عقب تفجيرات 16 ماي، قامت الجهات الأمنية باعتقالات واسعة في صفوفها، معتمدة على الرفض القاطع لعموم الشعب لهذه التفجيرات والمسؤولين عنها، وهذا كان خطأ لأن الاعتقالات طالت أبرياء مما جعل المغرب ينجر مرة أخرى لانتهاكات حقوق الإنسان في هذا الملف بعد أن طويناه بعد سنوات الجمر والرصاص، أظن أن العفو الملكي خطوة صحيحة يجب متابعتها قريبا. إن الإنسان المعاصر مهووس بثقافة العولمة التي تكبله بحريتها الخادعة، وتجعله عبدا لمفاهيم فرضت عليه ولايفقه منها شيئا، فهو يرى العالم في حجم علبة كبريت قد تشتعل بمجرد أن نوقد النار في حبة كبريت واحدة، وإن صح هذا التعبير، فإن دول العالم كلها عبارة عن حكومة عالمية تشترك في مشاكل عويصة يقف على رأسها الإرهاب والفساد. فالحادي عشر من شتنبر 2001، كان انطلاقة نحو عولمة الإرهاب، إن لم نقل الفساد،فالأزمة المالية التي عصفت ببنوك العالم التي استشرى فيها الفساد بكل أنواعه، كانت علامة بارزة تؤكد بالملموس ان العالم ظل رهينة لنظام رأسمالي متوحش يلتهم الحدود ويستبعد الإنسان ويأكل ثروات الفراء، بدون حسيب ولارقيب، تحت شعار العولمة، التي ماهي إلا عملية حقن دماء جديدة في شريان الاستعمار القديم بما تحمله من مخاطر محو وتشويه وتدجين ثقافات وهويات شعوب والإجهاز علنا على مواردها وخيراتها. الحديث عن مخاطر الفساد والإرهاب، وقاسمهما المشترك في كونهما مثل الوباء الذي يأتي على الأخضر واليابس، تجدر الإشارة إلى كون الإرهاب مثل السمكة تسبح في مياه الفساد ومن أجل القضاء على الإرهاب يجب تجفيف منابعه، والأمر الذي لايتم الانتباه إليه هو محاولة تنويم المواطنين والمواطنات بأشياء ثانوية وغالبا تدخل في نطاق الحريات الفردية للهروب إلى الأمام والتضليل محاولين إخفاء الوعود التي قدموها للشعب. ليست اللجان الشعبية هي التي ستحقق التنمية بقدر ما ستثير الفتنة. ليس التعدي على الفئات الهشة كما وقع في منطقة من المناطق أو محاربة المتاجر التي تبيع الخمور هو ماسيحقق الإقلاع الاقتصادي، ويوفر الشغل ويصلح التعليم والعدالة، ويحارب الفساد. كفى استحمارا للشعب والتفرقة بدعوى الهوية، هويتنا واضحة لاغبار عليها فنحن خليط ن كل هذا وذاك والدستور سطرها لنا جميعا. كفى ن المزايدات، ن استطعتم في الشهور الأولى تلهية الناس بأشياء تافهة ولاتغني ولاتسمن من جوع، فلن تستطيعوا ذلك لمدة سنوات. كفى ديماغوجية، وكفى تبادلا للأدوار، وكفى تحدثا باسم الشعب وكفى ضحكا على الأذقان. نرد تنفيذ الوعود، نريد العمل الجاد،نريد التنمية الاقتصادية والاجتماعية،نريد التعليم والصحة والشغل.
باراكا وباراكا من الاستبداد فما هكذا حقق حزب العدالة والتنمية التركي الإقلاع الاقتصادي في بلاده،أوليس هو نموذجكم الأعلى.