أجمعت الهيئات المنضوية في إطار مبادرة الإصلاح الديمقراطي، يوم الأحد فاتح ماي 2011 بالدار البيضاء، على إدانة التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مقهى بمراكش، محذرة من استغلال الحدث للانقلاب على مطالب الشعب المغربي في الإصلاح الديمقراطي الحقيقي. وخرجت، في مسيرة الإصلاح الديمقراطي التي دعت إليها حركة التوحيد والإصلاح والاتحاد الوطني للشغل وحزب العدالة والتنمية وهيئات أخرى، أزيد من 100 ألف من المواطنين الذين رفعوا شعارات تندد بالإرهاب، وبمحاولات استغلاله لاستهداف الخيار الديمقراطي أو محاولة الانقلاب عنه، والمسّ بحقوق الإنسان وحرية التعبير والرأي. كما دعت المسيرة نفسها، التي قطعت مئات الأمتار في شارع أبي شعيب الدكالي بالبيضاء، إلى محاكمة المفسدين ولصوص المال العام، وإلى الإفراج عن المعتقلين السياسيين كافة، وإلى محاربة اقتصاد الريع والرشوة والزبونية والامتيازات غير المشروعة، كما دعت إلى إلغاء قانون الإرهاب. كما تم رفع شعارات تقول أن ''الشعب يريد إسقاط موازين'' وقال محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إن الإرهاب لا يمكن أن يعود بالمغرب إلى الوراء، لأنه (المغرب) اختار طريق الإصلاح الديمقراطي، ولا خيار له سوى الاستمرار فيه بكل جرأة وشجاعة. مشيرا إلى أن الحركة الإسلامية في المغرب كانت وما تزال تضع استقرار الوطن شرطا للنهضة. وأكد الحمداوي أن حركة التوحيد والإصلاح دعت إلى دستور ديمقراطي يؤسس لدولة مدنية بمرجعية إسلامية، ونبه إلى أن موقف حركته من الدستور المقبل سيتحدد بناء على موقع المرجعية الإسلامية فيه، وكذا على مدى تمثله للقيم والمعايير الديمقراطية. وشدد الحمداوي أن الحداثة إذا كانت تعني لدى البعض التنكر للإسلام أو تحريف للحرية لتصبح إباحية دون أخلاق ومسؤولية، فهي مرفوضة، والشعب المغربي لن يقبلها. وقال محمد يتيم الكاتب العام للمركزية النقابية، الذي ألقى كلمة الاتحاد إن قوى الشر التي كانت وراء الحادث الإرهابي بمراكش فعلت ذلك في محاولة يائسة منها لصد المغاربة عن توجههم الجماعي نحو الإصلاح الشامل وتدشين ثورة جديدة تقطع فيها البلاد مع كل أشكال التردد والنكوص إلى الوراء والانقلاب على المكتسبات. وقال يتيم إن شرائح المجتمع المغربي لن نستسلم للخوف ولا للشك، ولن تسقط في الفخ الذي تم نصبه لها، لصرفها عن قضيتها الأساس وهي الإصلاح الديمقراطي الشامل. وأبرز يتيم أن جواب الشعب المغربي كان قويا حين ردّ أن ''الإرهاب لا يرهبنا''، وأن ''التآمر لن يثنينا عن المضي نحو المستقبل، نحو الديمقراطية، نحو الكرامة، نحو العدالة الاجتماعية''. وأضاف يتيم إن الاعتداء الإرهابي لن يثنينا ولن يثني الشعب المغربي من الإصرار على المضي في طريقه من أجل إقرار الإصلاحات البنيوية التي هي وحدها ستحقق للمغرب انتقاله الديمقراطي الذي لا رجعة فيه من جهته، قال عبد الإله بن كيران، الأمين العام للعدالة والتنمية، إن أي إصلاح دستوري وسياسي لا يقوي ولا يعزز المرجعية الإسلامية للشعب المغرب لن ينجح وسيكون مآله الفشل. وأضاف بن كيران في كلمة له في تجمع جماهيري حاشد بالدار البيضاء أمس بمناسبة عيد العمال، إن الشعب المغربي يريد مكانة أكبر للإسلام في حياته وفي مؤسسات دولته. و أنه يقول في الوقت نفسه للمفسدين ولصوص المال العام كفى. وطالب بن كيران بكشف الحقيقة فيمن كان وراء أحداث 16 ماي 2003 الأليمة، كما دعا إلى تحقيق شفاف ونزيه فيمن كان وراء تفجير مقهى أركانة في مراكش، وقول الحقيقة للشعب المغربي. وأضاف بن كيران قائلا: ''إذا كانوا قد اتهمونا وحملونا المسؤولية المعنوية بخصوص أحداث 16 ماي، فإننا اليوم لن نتسرع ولن نتهم أحدا في انتظار التحقيق الشفاف والمحايد من أجل كشف الحقيقة''. وشدد بن كيران أن ''الإرهاب لن يرهبنا''، مؤكدا أن المغرب لا خيار له إلا مواصلة طريق الحرية والديمقراطية. موجها نداء للملك محمد السادس للحذر من بعض المقربين منه، لأن الشعب المغربي لا يريد أن يضحي باستقراره ولا بملكيته، ويقول ''عاش الملك ويسقط الفساد''. وأبرز بن كيران أن حاجز الخوف انكسر وانتهى، ولم يعد شيء بعد اليوم يستطيع أن يوقف الشعوب العربية عن تحقيق أهدافها في بالعيش بكرامة وفي ظل ديمقراطية حقيقية.