يحل يوم الأربعاء بالحسيمة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ويأبى إلا أن تكون سنة مؤكدة تتكرر كل سنة منذ تربعه على عرش أسلافه الميامين ويجعل من الحسيمةإقليما وجهة لعاصمة صيفية للمملكة المغربية. فالإقليم كما يرى الجميع تعمه الأوراش الكبرى، فإمزورن وبني بوعياش يعرفان تغييرا جذريا يتحولان من مجرد مركزين حضريين إلى مدينتين تستحقان كل اهتمام وعناية، وبهذا يتأكد للجميع بأن الإرادة الملكية تشمل بالعناية والالتفاتة المولوية النيرة جميع أنحاء الإقليم والجهة. أخواتي إخواني؛ كم فرحت لما سمعت أن جلالة الملك في إحدى زياراته لدول الخليج العربي يفكر في توفير الماء الصالح للشرب لسكان إقليمالحسيمة عبر بناء سد واد غيس، وكذلك ربط أقاليم الحسيمة ، الدريوش والناضور بطريق سيار، حمدت الله وشكرته على هذه النعمة، وفي نفس الوقت انتابني الخوف من كثرة الحساد والحاقدين هنا بالحسسيمة وفي المركز، وتذكرت كيف أن مسؤولين كبارا غير مقتنعين بجدوى الطريق السريع الذي يربط الحسيمة بتازة. تذكرت كيف أن البعض يتهمنا بأننا إنقلابيين، أو بالولاء والتبعية لجهات خارجية، أو بأننا سفهاء. أخاف على هذا الحب المتبادل بين الملك وأهل الحسيمة الذي نشأ بهذه الأرض الطاهرة التي شكلت أول إمارة إسلامية بالمغرب وكانت سدا منيعا ضد الأطماع الاستعمارية في معركة أنوال ضد إسبانيا، في معركة وادي اللين بتاونات وضد العثمانيين الأتراك في سيدي بوزينب- بورد – أجدير – تيزي وسلي ضد فرنسا، كما أن أهلها وأعيانها عبروا عن كامل إخلاصهم في الدفاع عن العرش ووحدة البلاد عندما وضعوا خطتهم المحكمة التي أطاحت بالدعي بوحمارة "الروكي". إن المولى رشيد مؤسس الدولة العلوية استعان بسكان الريف للدخول إلى فاس وتثبيت أركان المملكة المغربية، كما أن عبد الرحمان الداخل الملقب بصقر قريش، التجأ إلى الريف عند أخواله هروبا من العباسيين واستعان بهم لتأسيس الدولة الأموية بالأندلس، وهو نفس الدعم الذي قدموه قبل ذلك للريفي الأمازيغي البطل طارق بن زياد. يا سكان الحسيمة ، إنها لحظة تاريخية يلتقي فيها ملك البلاد بشرعيته التاريخية والدينية كحفيد لرسول الله (ص)، وبالريف ذو الشرعية الترابية والأصالة المغربية، أما الوافدون الجدد أو الذين لهم ارتباط بالمشرق العربي، فعليهم أن يسمحوا لنا بأن ننعم بهذه السعادة المولوية التي تجمعنا بعاهلنا المفدى ونتمنى المزيد من المشاريع التنموية ومزيدا من فرص الشغل لشبابنا ، فلنحتفل جميعا بالحاضر وبالمستقبل ... عاش الملك، عاش المغرب وعاش الريف.