من شارلين بورتر | المحررة في موقع آي آي بي ديجيتال | 02 نيسان/إبريل 2013
واشنطن - تعكف حكومة الرئيس أوباما حاليًا على إعداد خطط عمل ترمي إلى التكيف مع تغير المناخ والتقليل من تأثيره، وذلك حسب ما جاء في تقريرين صدرا عن وكالتين حكوميتين مختلفتين في أواخر شهر آذار/مارس. التوصيات المنبثقة عن المجلس الاستشاري للرئيس للشؤون العلمية والتكنولوجية (PCAST)، ووزارة الداخلية تتابع العمل على الأولوية التي ركز عليها الرئيس أوباما في خطابه حول حالة الاتحاد الذي ألقاه في كانون الثاني/يناير. وقال الرئيس أوباما إنه ينبغي بذل المزيد من الجهود "لمواجهة تغير المناخ من أجل مستقبلنا ومستقبل أطفالنا". وحث الكونغرس على مواجهة تغير المناخ من خلال إصدار التشريعات، إلا أنه أشار أيضًا إلى أن الحكومة ستنظر في اتخاذ إجراءات تنفيذية، أي تلك الإجراءات التي لا تتطلب موافقة الكونغرس، "للحد من التلوث، وإعداد مجتمعاتنا الأهلية لمواجهة عواقب تغير المناخ، والإسراع في الانتقال إلى مصادر طاقة أكثر استدامة." وفي 22 آذار/مارس، أصدر المجلس الاستشاري للرئيس للشؤون العلمية والتكنولوجية توصياته بشأن انتهاج إستراتيجية عمل من شأنها أن تخفض معدل ودرجة تغير المناخ والتقليل من أضراره المتوقعة. وقدم المجلس الاستشاري للرئيس للشؤون العلمية والتكنولوجية ست توصيات تركز على تحسين درجة الاستعداد لمواجهة ظواهر المناخ المتطرفة، والتحول إلى إستراتيجية قومية للطاقة أقل اعتمادًا على الوقود الكربوني. وخلُص إجماع دولي علمي إلى أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن النشاطات البشرية تحبس الحرارة في الغلاف الجوي وتتسبب في ارتفاع درجة حرارة الكوكب تدريجيًا. يوصي المجلس الاستشاري للرئيس للشؤون العلمية والتكنولوجية بمواصلة الجهود "لإزالة الكربون من الاقتصاد" وإنشاء إطار تنظيمي وضريبي أفضل للتكنولوجيات الناشئة لنظافة الطاقة وتحسين كفاءة الطاقة. كما اقترح المجلس الاستشاري للرئيس أيضًا مواصلة الاستثمارات في مجال الأبحاث والعمل على نشر التكنولوجيات الجديدة. كما أوصى المستشارون العلميون أيضًا بأن تسعى الولاياتالمتحدة إلى موقع قيادي لها في الجهد الدولي للتصدي لتغير المناخ. كان الهدف من التوصيات الصادرة عن وزارة الداخلية في تقريرها بتاريخ 26 آذار/مارس هو التصدي لتغير المناخ خلال تكشفه لناحية الزراعة، والثروة السمكية، وإدارة الموارد، وحماية الحياة الفطرية والترفيه. أشجار بنية وصفراء في ألاسكا أصيبت بأضرار من خنفساء تزدهر في درجات الحرارة العالية وتدمر ملايين الهكتارات. وبدوره، كشف نائب وزير الداخلية ديفيد جيه هايز، عن الإستراتيجية القومية الجديدة لتكيف الأسماك، والحياة البرية والنباتات مع تغير المناخ، في تصريح أدلى به في 26 آذار/مارس، بأن "ارتفاع مستويات البحار وارتفاع درجات الحرارة، وفقدان الجليد البحري، وتغير أنماط هطول الأمطار، أي الاتجاهات التي ربطها العلماء بتغير المناخ، قد بدأت تؤثر بالفعل على الأنواع الحياتية التي تهمنا، وعلى الخدمات التي نقدرها، وعلى المكان الذي نسميه الوطن". واستطرد يقول "إن الإستراتيجية هي استجابة شاملة متعددة الشركاء، تستند إلى نهج القرن الواحد والعشرين الذي وضعه الشعب الأميركي للمحافظة على الأسماك والحياة البرية والموارد النباتية والخدمات التي تقدمها - الآن وفي المستقبل." وأورد تقرير وزارة الداخلية، إن إستراتيجية التكيف مع المناخ تنبع من "الحوار القومي الموسع" الذي جرى على مدى عامين تقريبًا، والمنطوي على مدخلات من ما يزيد عن 55 ألف أميركي. وبموجب أمر تنفيذي أصدره الكونغرس عام 2009، عملت وزارة الداخلية، والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وممثلون عن وكالات الأسماك والحياة البرية في جميع أنحاء البلاد سوية لتطوير الاستجابات تجاه تغير المناخ. ويوثق التقرير، بقدر كبير من التفصيل، كيف بات تغير المناخ يتكشف في مجموعة متنوعة من الأنظمة البيئية في الولاياتالمتحدة، وكيف يؤثر على أشكال الحياة فيها، وعلى الناس الذين تعتمد حياتهم وسبل معيشتهم عليها. كما جاء في التقرير، "إن الأوز توقف عن الهجرة جنوبًا بنفس القدر من المسافات التي كان يطعها في الماضي، وحتى البط بات يهاجر في وقت متأخر من فصل الخريف، الأمر الذي عبّر صيادو الطيور المائية عن استيائهم بسببه. ويرقات المحار تفشل في البقاء على قيد الحياة في سواحل ولاية واشنطن، الأمر الذي يهدد صناعة المحار. وقد انتقلت أسراب السمك على طول الساحل الشرقي باتجاه الشمال وإلى مستويات المياه الأكثر عمقًا مع الزيادة في درجات حرارة المحيطات، مما يؤثر على الصيادين والمجتمعات التي تعيش على صيد الأسماك." وفي الصحاري، والغابات، والأراضي المكسوة بالشجيرات، والمجاري المائية، يوثق التقرير الخصائص المتغيرة للأنظمة البيئية التي يمكن أن تُعزى إلى تغير المناخ. وهو يشدد بما لا لبس فيه على دعوته للعمل. كما اعتبر التقرير أنه "ما لم تباشر البلاد الآن الجهود في اتخاذ خطوات جدية للتكيف، فإننا نجازف بخسارة أنظمة حية لا تقدر بثمن، علاوة على الفوائد والخدمات التي لا تعد ولا تحصى التي توفرها، بسبب تغير المناخ." تهدف الأهداف المحددة في الإستراتيجية إلى الحد من تأثير تغير المناخ على الموارد الطبيعية حيثما أمكن ذلك، ومضاعفة الفرص المتاحة حيث تكون آثار تغير المناخ مفيدة. وتدعو الأهداف إلى المحافظة على المَواطن والإدارة الفعالة لها في سبيل استدامة الموارد والحفاظ على التوازن في طرق الاستخدام المستدام للموارد. وكذلك الأمر بالنسبة لزيادة المعرفة، وتحفيز العمل، وتمكين تكيف الأنواع الحياتية في وجه تأثيرات تغير المناخ وجميعها تمت الإشارة إليها كأهداف. تتوفر الإستراتيجية القومية لتكيف الأسماك والحياة البرية والنباتات مع المناخ وغيرها من المعلومات على الموقع الإلكتروني الخاص للوكالات الحكومية الأميركية. * الكلمات الرئيسية: * تغير المناخ, * الاحتباس الحراري العالمي, * الرئيس أوباما, * البيئة, * الموارد الطبيعية, * الأنظمة البيئية, * الحياة البرية, * المواطن, * المحافظة على الطبيعة, Read more: http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/article/2013/04/20130402145116.html#ixzz2PUJPzqmQ