عبد المجيد رشيدي شاركت الفنانة التشكيلية نعيمة السبتي مؤخرا بفرنسا وبالضبط بمدينة مونبلييه في معرض للفن التشكيلي ، حيث عرضت جديد أعمالها الفنية المتميزة والتي سجلت اهتماما متزايدا لدى عموم المشاركين وكذا عند المهتمين بالفن التشكيلي مغاربة وأجانب ، حيث تستعد قريبا لتنظيم معرض فردي استعادي يؤرخ لمسارها الفني الغني والمتجدد . الفنانة التشكيلية نعيمة السبتي تنتمي لمدينتها قلعة السراغنة ، حيث في عز طفولتها ، اكتشفت الإحساس الوجداني ، العفوي في الفعل التشكيلي ، فلامست عن قرب بشغب طفولي نظيف عددا من الأساليب الفنية بتقنيات بدأت عفوية تلقائية ، لتتطور مع مرور الزمن الى تقنيات ومهارات في مجال ترويض اللون ، وتوظيفه في قالب سلس ومرن لينتج تعابير مرأية ترتكز على اليومي المعيش بكل تلويناته وأحلامه وانكساراته … وأيضا تقدم إبداعات تشكيلية مستوحاة من أجواء الفرح العائلي المغربي وتقاليده ، وعاداته ومن الطبيعة الخلالبة ، معتمدة في ذلك على توظيف ألوان مختارة من مرجعيتها المتجدرة في الأزمنة والأمكنة ، حيث الألوان الجميلة حاضر بقوة في جل أعمالها الفنية ، والتي ترمز الى الأمل، الصفاء والتفاؤل ، كما تعتمد على اللونين الأزرق و الأخضر رمز الطبيعة والجمال نعيمة السبتي في أعمالها التشكيلية تحاول أن تنجز لوحات فنية ذات حمولات تعبيرية متعددة ، حيث تعيد صياغة المرئيات الواقعية والمتخيلة بحس إبداعي جمالي متناغم وببصمات جمالية دقيقة. كل ما تنتجه هذه الفنانة العصامية هو عبارة عن سفر داخلي ، وجداني يطبعه الخيال الطفولي الذي يضفي على عوالمها الفنية بعدا وجوديا، شكلا ومضمونا وأبعادا. لقد راهنت الفنانة السبتي منذ البداية على بلاغة التجديد والتغيير عل اعتبار ثقتها في ذاتها ونفسها وقدرتها على الإبداع وفق مشروع ورؤية حداثيين من أجل الارتقاء والتنوع والتعدد في صوره الجمالية ، إنها موجودة بإحساس المبدعة الفنانة المتألقة . فكل لوحة هي أغنية مؤثرة ناجحة عل اعتبار إيمانها أن اللوحة المعزوفة إذا نبعت من الصدق والحب ستصل إلى المتلقي بصدق كذلك. لوحات الفنانة نعيمة السبتي توحي بطبيعة المحيط الذي تعيش فيه بكل ما يحمله من جماليات لها علاقة بالتراث وبرؤيتها للعالم ولواقع الأشياء ، ومن شأن لوحاتها بهاته الشاكلة أن تمنح المشاهد المتلقي الشعور ببهجة اللون منسجما مع الشكل باتزان مبني على خبرة التعامل مع الشكل و اللون ، والفنانة السبتي بشكل ما ، تعيد قولبة أشياء الحياة لتكتسب روحا جديدة ، انه موهبة فطرية يهبها الله للبعض دون البعض ، فرغم وصفه بالتلقائية ، فهو في ذات الوقت يستبطن ايقاعيات اللون والشكل ، والخبرة الفنية في وضع الأشياء بشكل فني مناسب يعمل على التكامل التركيبي الفني بين مفردات اللوحة. تجربة الفنانة السرغينية نعيمة السبتي تجربة واعدة ، ولوحاتها تستحق التتبع والمشاهدة على اعتبار ما تحتويه هذه التجربة من ألوان تحيلك على جمال الكون .