ولدت الفنانة نعيمة السبتي بمدينة قلعة السراغنة الساحرة ، سنة 1966، وهي من الفنانات الفطريات، وولجت عالم الفن التشكيلي بالفطرة، وكان لموضوع الحب تأثير كبير عليها، فحبها للرسم هو الذي قادها إلى عالم الفن التشكيلي. ورغم العقبات، واصلت السرغينية العمل بتألق وطموح كبيرين، لأنه كان متنفسها الوحيد، ولم تتوقف عنه حتى اليوم. وتعد نعيمة السبتي من الفنانات الفطريات القلائل، اللواتي حظيت أعمالهن بإقبال من طرف الجمهور خارج المغرب وداخله، إذ شكلت، إلى جانب مجموعة من الفنانات، قطبا فنيا، كتبت عنهن الصحافة الفنية، ومنحتهن الاعتبار اللازم، وأقامت العديد من المعارض داخل المغرب وخارجه بفرنسا وايطاليا ودولا أخرى وكانت تجربة سيرة حياتها المنشطرة بين الهوية والوجود لغتها المتكاملة داخل لوحاتها. نعيمة السبتي مسار فجر الطاقة الفنية البكر، الكامنة في وجدان السرغينية نعيمة، المرأة اليانعة الباحثة عن الحب قبل الفن. تماهت مع "رسوماتها" وهي تجيب الفرشاة عن رسائل المرأة المغربية الأصيلة / بأسلوب أقرب إلى وجدانها، فكان أن استحال في شعورها الحب فنا والفن حبا. لم تفطن نعيمة يومها إلى أنها تنجز وتراكم عملا فنيا سيلفت الأنظار إليها، وكان يكفي بالنسبة إليها أنها أعمال تؤدي وظيفتها العاطفية، وتبلغ المرأة والأنثى قدرهما الذي يختلج في الصدر، فهذه غاية ما كانت فنانتنا تنشده. الصدفة وحدها أخرجت نعيمة من شرنقتها، أو هذا ما تحقق حين طرقت المرأة باب بيتها لتشكو زوجها، حارت المرأة أمام الرسومات، أتشتكي زوجها أم تتساءل عن هذه اللوحات الرائعة .. هكذا وجدت السرغينية نعيمة أول من يقرأ رسوماتها بعيون فنية خالصة لا تتأثر بسحر العاطفة، تعجبك بساطتها، وبين جوانحها طاقة هائلة على العطاء فقد شرعت في الاستعداد لمعرضها المرتقب، انها الانطلاقة التي تمزج الألوان بعاطفتها وتشيد لوحات بسيطة ستدخل منها إلى العالمية. ففي ظرف قياسي أضحت الفنانة السرغينية نعيمة السبتي تجول الكثير من البلدان الأوروبية عارضة ما يثير إعجاب الآخر، الذي يرى في لوحاتها البسيطة جمالية بدائية تعبر عن فطرة المرأة لم تطرز بنظريات التجريد والتشخيص والانطباع… رغم أنها حققت جزءا مهما مما كانت تحلم به من الانتشار وطنيا و دوليا، فإن نعيمة بقيت في بساطة لوحاتها، تجسد فنها شكلا ومضمونا، فهي تلتقي الآخرين بتلقائية المرأة المحبة والمخلصة والمتواضعة . هكذا ستبقى الفنانة السرغينية نعيمة السبتي مثلها مثل أي امرأة سرغينية عادية ، فنانة ستظل مرموقة متواضعة ومحترمة وستبقى اللوحة صديقتها والأقرب إلى روحها ..