بوحدو تودغي صحفي قامت قيادة جماعة العدل والإحسان أخيرا بزيارة لبيت عمر محب، القيادي في فصيل طلبة الجماعة المحكوم بتهمة بالمشاركة في اغتيال الطالب اليساري أيت الجيد بنعيسى، الناطق الرسمي باسم الطلبة القاعديين التقدميين حينها، والذي تمت تصفيته عن طريق قطعة رصيف كبيرة أردته قتيلا في عين المكان، كما تم الاعتداء على رفيقه الذي نجا بأعجوبة وكادوا يقتلون سائق سيارة الأجرة الذي نقلهم. خلال الزيارة المذكورة عاد فتح الله أرسلان، الأمين العام الفعلي للجماعة والناطق باسمها ليعتبر الأمر مجرد تصفية حسابات مع الجماعة، وأريد من خلال هذه المحاكمات والملفات تركيع وتطويع الجماعة وبأن تستسلم للعبة. هذا التبرير يسمى مغالطة منطقية خطيرة، لأن القضية في قاتل وقتيل، فإذا كان القتيل موجودا فمن هو القاتل؟ ولا أحد من الطرفين ينفي الصراع الدموي الذي عرفته الجامعة المغربية بداية التسعينات من القرن الماضي، بين فصال اليسار من جهة والفصائل الإسلامية من جهة أخرى. وأضاف "لا ننسى باقي المعتقلين في سجون الظلم من كل الفئات والتيارات ومن ضمنهم معتقلي الريف، وهي ملفات من أجل تصفية حسابات، وليس لجرائم اقترفوها. نطالب بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، ومعتقلي الرأي في هذا البلد". هذا يبين أن الجماعة تريد خلط الأوراق، فمرة هي مع الشعب لكن ناسية أن أيت الجيد هو أيضا من أبناء الشعب وتم هدر دمه جهارا نهارا، وتم اتخاذ القرار في حلقيات جماهيرية للنقاش بمعنى أقيمت له محكمة للتفتيش وبما أنه ينتمي لليسار فوجب قتله، وما زال الطلبة يذكرون أن طالبا من فصيل الطلبة التجديديين وهو وزير اليوم قال في جامعة القنيطرة إن قبيلة أيت العوس رفضت استقبال جثمان أيت الجيد بنعيسى لأنه كافر ملحد. هل يستطيع فتح الله أرسلان أن ينكر أن الطلبة الإسلاميين كانوا يحكمون على اليساريين بالقتل؟ هل ينكر أن اتباعه هم الذين رموا الطالب اليساري نورالدين جرير من الطابق الثالث بالحيالجامعي ظهر المهراز وكانوا يفتخرون بما أسموه غزوة 25 أكتوبر التي اقتحموا خلاله الحي المذكور مزودين بالسلاسل الحديدية؟