تذكر مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أيام وجوده في الجامعة مناضلا في فصيل الطلبة التجديديين ومن بعد رئيسا لمنظمة التجديد الطلابي، منذ أن قرر إخوان بنكيران الطلاق مع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، (تذكر) ذلك جيدا وهو يواجه مجموعة من الطلبة يرفضون حضوره إلى الجامعة معتبرين أنه لا يشرف جامعتهم أن يحاضر فيها من هو ضد الآخر وضد الاختلاف ويسعى فقط لتوزيع الوعود الجديدة، وينطق باسم حكومة أخلفت كل وعودها للشعب المغربي. تذكر مصطفى الخلفي منعه من إلقاء الدرس الافتتاحي تحت عنوان "الإعلام الهوية والتكنولوجيا الحديثة" أيام كان يساهم كمسؤول عن الطلبة التجديديين محاولاته منع بعض المحاضرات والندوات بما فيها منع محاضرات لفصيل طلبة العدل والإحسان حليفهم في الحرب القتالية على اليسار. لقد قام مصطفى الخلفي بتنشيط الدرس الافتتاحي بكلية الآداب بأكادير بحضور زهاء 600 شخص من بينهم قيدوم الجامعة وعميد الكلية والوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بأكادير، لكن فوجئ الخلفي بما لم يكن في حسبانه، حيث نظم الطلبة القاعديون مسيرة بالحرم الجامعي ووقفة احتجاجية بمدخل المدرج، ابتداء من الساعة الرابعة بعد الزوال وقاموا بترديد شعارات تدعو الوزير الخلفي إلى مغادرة المكان رافعين شعارات ضده ذات عبارات قدحية قبل أن يحتل الطلبة مكان انعقاد الندوة مطالبين إياه بالرحيل. وهي مطالبة بالرحيل عن الجامعة وعن الحكومة كما فهم ذلك المتتبعون. لكن الخلفي وبدل أن يستوعب اللحظة التي لم تكن ميسرة لإلقاء الدرس الافتتاحي وينسحب بهدوء ويستوعب الصدمة حاول تحدي المحتجين، مستعينا بحوالي 200 من طلبة منظمة التجديد الطلابي، وصمم على متابعة عرضه واصفا المحتجين بالإرهاب مما أجج الغضب ضده. ولم يتمكن الخلفي من الخروج من الباب الرئيسي للكلية ولجأ إلى مكتب عميد الكلية هو ومرافقوه خوفا من تطور الأوضاع، حيث حدثت احتكاكات ولو بسيطة بين الطلبة القاعديين وطلبة التجديد الطلابي، وقام النشطاء من القاعديين بتعليق لافتات بمدخل المدرج التي نزعها مسؤولو العمادة ومنها أساسا "لا أهلا ولا سهلا بقتلة الشهداء" و"مجرمون مجرمون قتلة بنعيسى وبنجلون". وهي الشعارات التي أزعجت الخلفي ومن معه وأزعجت منظمة التجديد الطلابي، وقد عايش الخلفي مرحلة الصراع بين الإسلاميين واليساريين بالجامعة، وعايش معارك التحرير التي قادتها الفصائل الإسلامية، وقد قام الخلفي خطيبا بكلية العلوم بالقنيطرة بعد اغتيال بنعيسى أيت الجيد محاولا إبعاد التهمة عن الإسلاميين، لكن لسان الجاني يخونه، حيث كرر إحدى العبارات عشرات المرات، كان كل مرة يطلب نقطة نظام ويقول من خلالها "إن قبيلة أيت العيس التي ينتمي إليها الطالب القاعدي رفضت استقبال جثته لأنه كافر ملحد". لا يستطيع الخلفي أن ينفي هذا الكلام لأن الشهود عليه كثيرون وما زالوا على قيد الحياة، ولهذا ما زالت روح بنعيسى تطارد الخلفي كما تطارد قيادات في الحزب الإسلامي حيث إن ملفه لم يحسم بعد وما زالت العائلة تطالب بفتح الملف من جديد لكن مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، لم يعر الملف أي اهتمام. ووصفت مصادر حضرت الحدث أن الخلفي خرج عن طوره ولم يتحكم في أعصابه وتعامل كطالب في التجديد الطلابي وليس كوزير ينبغي أن يتحلى بلياقة رجل الدولة.