تُعدّ مهنة الطب من أنبل المهن على وجه الأرض،والطبيب بردائه الأبيض كملاك الرحمة للمرضى،وعند رؤيته تهدأ النفوس وتطمئن،وكإنسانٍ نبيلٍ يبذل الطبيب نفسه،ووقته،وحياته،ثمناً لراحة الآخرين.وهناك أطباء آخرين يتطوعون في قوافل حملات طبية حتى بوقت فراغهم وراحتهم لرفع معاناة المرض عن المرضى الفقراء. واستقطبت القوافل الطبية التطوعية لجمعية "رؤية" لطب العيون الكثير من الأطباء والصيادلة والممرضين للمشاركة في برامجها التوعوية والتشخيصية والعلاجية والوقائية في مختلف مناطق جهة الشرق،تحت شعار دائم "التضامن والتكافل روح العمل الجمعوي"،حيث أجرت الكشوفات والفحوصات الطبية،مع تحديد الحالات المحتاجة للفحوصات المدققة كمرض العيون "الجلالة"،التي قامت الجمعية بإجراء العمليات الجراحية،وافتتاحها لصيدلية خاصة بقوافلها الطبية،لتامين الأدوية وتوفيرها وتمكين المستفيدين منها.كما خصصت لتلاميذ المدارس،فحوصات على البصر،ولم تنس الجمعية ذوي الاحتياجات الخاصة أيضا. وتعتبر جمعية "رؤية" هي الجمعية الوحيدة في جهة الشرق المتخصصة في طب العيون،وتمثل أنشطتها السنوية قيمة مضافة نوعية للترقية الصحية لساكنة الجهة،ويرجع فضل تأسيسها عام 2014 رفقة نخبة من المختصين،لأحد خيرة أطباء العيون في المملكة ومن أبناء المنطقة التي عرفت أول عملية جراحية معقدة في تاريخ البشرية (تافوغالت)،البروفيسور رشيد سخسوخ،الأستاذ بكلية الطب ورئيس قسم طب العيون للمستشفى الجامعي بوجدة،الذي كرس حياته لخدمة العلم وساكنة الجهة عبر المبادرات الصحية التطوعية العديدة،ومنها القوافل الطبية نهاية كل أسبوع التي استقطبت عشرات الكوادر الطبية المتمرسة والمتمكنة في البرامج التوعوية والتشخيصية والعلاجية والوقائية في مختلف الجماعات الترابية للجهة.والبروفسور سخسوخ حسب مسؤول بالمندوبية الجهوية لوزارة الصحة،دعامة علمية طبية شرفت مرارا جهة الشرق في الكثير من المنتديات والمؤتمرات العلمية الدولية والقارية المتخصصة في طب العيون. كان تركيز كبير في أنشطة جمعية "رؤية" الموسم الحالي الذي نودعه 2016/2017 ظاهرا في الجماعات الترابية لإقليمبركان،حيث قامت وبشراكة مع مندوبية وزارة الصحة ببركان ومجالس جماعات الشويحية وتيولي وأكليم وفزوان وأغبال ومداغ وسيدي بوهرية وبركان (لمحال وبوهديلة) وغيرهم،بتنظيم عدة قوافل متخصصة فاقت ال500 مستفيد في كل حملة (تعدت ال 15 حملة) مع تحمل عملياتها الجراحية للحالات التي تستدعي التدخل الجراحي،إضافة إلى الحملة المنظمة بشراكة مع مفوضية الأمن الإقليميلبركان لفائدة رجال ونساء الأمن الوطني. ولازالت قوافل "رؤية" متتابعة ومستمرة ضمن برنامج نهاية الموسم الحالي،الذي عادت فيه لجماعات إقليموجدة أنجاد،هذا الأخير الذي سيتم التركيز على تطوع قوافل الجمعية فيه طيلة الموسم القادم 2017/2018،بشراكة مع الوزارة الوصية والمجالس الترابية المحلية،أو كما سبق مرارا مع جمعيات محلية،كجمعية قافلة خير للأنشطة الاجتماعية وجمعية الهدى النسوية للتنمية بواد الحيمر وجمعية بسمة للأعمال الاجتماعية وجمعية أوندي سبور رياضة وتنمية وجمعية النقل الدولي عين الصفا والمركز الوطني محمد السادس للمعاقين،وغيرهم من هيئات المجتمع المدني في أقاليم جهة الشرق. ونظمت في هذا الإطار،قافلة استفادت منها ساكنة المنطقة الحدودية بشراكة مع جماعة أهل أنجاد (حوالي 400 مستفيد/ة وأكثر من 40 تدخل جراحي لحالات "جلالة").وآخر قافلة ضمن البرنامج السنوي للموسم الحالي 16/2017،نظمت الأسبوع المنصرم بشراكة مع جمعية "إلتفاتة" وجمعية "بسمة" لفائدة ساكنة حي النجد بمدينة وجدة،ستنتهي أطوارها بتنفيذ التدخلات الجراحية الخاصة بها نهاية الأسبوع الجاري. وتشكر بالمناسبة جمعية "رؤية" كل الطاقم الطبي المتطوع في كل قوافلها السابقة والقادمة،مع تقديم جزيل الشكر لوالي الجهة السابق مهيدية الذي سهل كل صعاب قوافل الجمعية وأولاها اهتمامه ورعايته وهما ما لن ينقطع مع الوالي الجديد للجهة الجامعي المعروف بإيثاره للعمل التطوعي خدمة لرعايا صاحب الجلالة.كما تقدم التنويه والثناء للمندوب الجهوي لوزارة الصحة د.كوالا الذي لم يبخل على القوافل بكل احتياجاتها الضرورية،وللمندوب الإقليمي لوزارة الصحة ببركان د.زناسني الذي فاق مهامه في مساعدة قوافل طب العيون وتتبعها الميداني وتحقيق أهدافها.مع الشكر للسلطات الإقليمية والمحلية وأعوانها،ولكل وسائل الإعلام المكتوبة والسمعية البصرية والإلكترونية التي واكبت قوافل الجمعية بربوع جماعات أقاليم الجهة.ولا ننسى شكر رئيس مجلس جهة الشرق عبد النبي بعيوي ورؤساء المجالس الإقليمية لعمالات وأقاليم جهة الشرق وخاصة هشام الصغير رئيس مجلس إقليموجدة أنجاد،وإلى كل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح العرس الإنساني التضامني النبيل لجمعية "رؤية"،الشكر الجزيل والتقدير الكامل،والله لا يضيع أجر من أحسن عملا. د.محمد أمين عبيدي