واشنطن - سوف يدخل قمر صناعي جديد لرصد الأرض، يجري الإعداد لإطلاقه في شباط/فبراير، مدار الأرض وهو يتمتع بقدرة على جمع البيانات أكبر وأفضل من جميع أسلافه السبعة ضمن سلسلة أقمار لاندسات. ستمدد بعثة لاندسات لمواصلة جمع البيانات (LDCM) السنوات الأربعين لبرنامج رصد الأرض الذي سبق له أن وفر معلومات حيوية في مجالات الطاقة والزراعة وإدارة الموارد والصحة البيئية والتخطيط الحضري والتعافي من الكوارث. تدير وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بصورة مشتركة مع الوكالة الأميركية للمسح الجيولوجي (USGS) هذا البرنامج الذي بدأ تنفيذه عام 1972. وأشار مدير قسم علوم الأرض التابع لوكالة ناسا، مايكل فريليش، إلى أن برنامج لاندسات قد رفع مستوى الفهم العلمي لأنظمة الأرض. وذكر فريليش أن "سياسة الوكالة الأميركية للمسح الجيولوجي التي تتيح الوصول المجاني المفتوح إلى سجل البيانات الهائل لبرنامج لاندسات، الذي أصبح عمره الآن 40 سنة، ستستمر في تزويد الولاياتالمتحدة ومجتمع الأبحاث الدولي بفهم أفضل للتغيرات الحاصلة على كوكبنا." وسوف تطلق وكالة ناسا بعثة لاندسات لمواصلة جمع البيانات في 11 شباط/فبراير، لإرسال القمر الصناعي إلى مدار قطبي. وبعد الإطلاق الأولي والتأكد من صحة عمل الأنظمة، ستتولى الوكالة الأميركية للمسح الجيولوجي عملية التحكم بتشغيل القمر الصناعي وهو يدور حول الأرض حوالي 14 مرة يوميًا على ارتفاع يزيد عن 700 كيلومتر. وسيحمل القمر الصناعي الاسم الجديد لاندسات 8 عند دخوله في مداره المنتظم. سيمر لاندسات 8 فوق كل مكان على وجه الأرض مرة واحدة كل 16 يومًا وسيرسل البيانات إلى المحطات الأرضية القائمة في النرويج وألاسكا وولاية ساوث داكوتا في الولاياتالمتحدة. وأكد المدير المساعد لقسم تغير المناخ واستخدام الأرض في الوكالة الأميركية للمسح الجيولوجي، ماثيو لارسن، أن لاندسات سيرسل بيانات ذات أهمية حاسمة حول الموارد الطبيعية. "فعلى سبيل المثال، يستطيع مدراء الغابات استخدام الصور المتكررة التي يرسلها لاندسات لرصد حالة الغابات في الوقت الحقيقي تقريبًا. تستخدم حاليًا الأساليب المستندة إلى لاندسات في معظم الدول الغربية لتوزيع مياه الري بطرق فعالة من حيث الكلفة. وستستمر مهمة لاندسات الجديدة في تأمين هذا الدور الحيوي. " تتضمن بعثة لاندسات لمواصلة جمع البيانات أجهزة استشعار من المتوقع أن تساعد في تحسين الأداء والموثوقية. كشف جيم أيرونز، العالم في مشروع بعثة لاندسات لمواصلة جمع البيانات في مركز غودارد للرحلات الفضائية في وكالة ناسا في غرين بيلت بولاية مريلاند، أن "بعثة لاندسات لمواصلة جمع البيانات ستكون أفضل قمر صناعي من سلسلة لاندسات أُطلق حتى الآن من حيث نوعية وكمية البيانات التي ستجمعها أجهزة الاستشعار لدى هذه البعثة." والجهازان اللذان تتضمنهما بعثة لاندسات لمواصلة جمع البيانات هما جهاز التصوير التشغيلي للأرض (OLI) وجهاز الاستشعار الحراري العامل بالأشعة تحت الحمراء (TIRS). وأفاد آيرونز أن هذين "الجهازين يَستخدمان ابتكارات تكنولوجية تجعل عمليات الرصد أشد حساسية للتغيرات في المشهد الطبيعي وللتغيرات الحاصلة على سطح الأرض عبر الزمن." يذكر أن القمر الصناعي لاندسات 7، الذي يدور حاليًا حول الأرض، يجمع أرصاده في قسمي الأشعة تحت الحمراء القريبة والأشعة تحت الحمراء على الموجة القصيرة لمقياس الطيف الكهرومغناطيسي. سيحتفظ جهاز التصوير العملاني للأرض بهذه الأرصاد، وسيجري أيضًا قياسات في نطاقين جديدين، مما يتيح رصد سحاب "الظخاء" الرقيق المرتفع ونوعية المياه في البحيرات وعلى امتداد السواحل. مع اقتراب تاريخ إطلاق لاندسات 8، بدأت عملية إيقاف لاندسات 5، الذي أنهى أطول مهمة فضائية للرصد في التاريخ. زود لادنسات 5، الذي أُطلق في عام 1984 والمصمم لمهمة تدوم ثلاث سنوات، دفقًا مستمرًا من البيانات لمدة 29 سنة، وقد أجرى عليه المهندسون تعديلات قليلة عبر الطريق. دار لاندسات 5 حول الأرض أكثر من 150 ألف مرة، وأرسل أكثر من 2.5 مليون صورة لظروف سطح الأرض حول العالم. بدأت الوكالة الأميركية للمسح الجيولوجي تقديم بيانات لاندسات مجانًا للجميع في عام 2008، وهي فترة حصل فيها تقدم في زيادة سعة أجهزة الكمبيوتر لمعالجة مجموعات من البيانات أكبر حجمًا بكثير. زود هذان التطوران العلماء بأدوات أفضل لمقارنة وتحليل صور المشاهد الأرضية التي جُمعت على مدى فترات زمنية طويلة، ما أتاح المزيد من التبصر المعمق في كوكبنا المتغي