يحاول النظام الجزائري، كما دأب على ذلك منذ سنين، تنويه الرأي العام العالمي من خلال بعض الخطابات والخرجات الاعلامية التي يدعي فيها عكس ما يفعله في الواقع.. مناسبة هذا القول هو ما أقدم عليه نظام العسكر، اليوم الثلاثاء، من خلال إصدار بلاغ قال فيه إنه يتابع "باهتمام بالغ" الوضع بعد قرار دول عربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر مناشدا الأطراف المعنية حل خلافاتها "عبر الحوار". وأغرب ما جاء في بيان وزارة الخارجية الجزائرية هو القول بأن الجزائر تحث على "ضرورة التزام مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها الوطنية في جميع الظروف". هذا الكلام الجميل، الذي جاء في بيان الخارجية الجزائرية، لا يمكن لأي عاقل أن يقبله لأنه مجرد ذر رماد في أعين من لا يعرف النظام الجزائري وسلوكياته التي تتنافى مع ما يدعيه من "التزام مبدأ حسن الجوار" و"عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول" و"احترام سيادتها الوطنية في جميع الظروف"، وما ضلوعه في النزاع المفتعل بالصحراء المغربية ودعمه لانفصاليي البوليساريو إلا دليل على ان بيان الجزائر بخصوص ما يقع في الخليج، لا يمت بصلة بسياسة الجزائر وسلوكها تجاه الجيران.. ينسى نظام العسكر الجزائري، أو يتناسى، بان المنتظم الدولي أصبح مقتنعا أكثر من اي وقت مضى، بضلوع الجزائر في ملف الصحراء المغربية وانه يشكل عائقا اساسيا أمام اي حل سياسي متوافق عليه، وما رفضه لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب منذ 2007، رغم اعتراف الاممالمتحدة والدول العظمى بنجاعة هذا الحل ومصداقيته، إلا غيض من فيض المشاكل التي تسبب فيها النظام الجزائري في المنطقة فضلا عن ضلوعه في دعم الجماعات الارهابية بالصحراء والساحل ووقوفه امام مسلسل التصالح في لبيبا من خلال دعمه لجماعات ومليشيات متشددة ترفض ما توصل إليه الفرقاء الليبيون بالصخيرات المغربية تحت إشراف الاممالمتحدة.. كل هذه الوقائع وغيرها كثير، تضع الجزائر بمثابة "جانوس" (إله الاغريق ذي الوجهين) وتجعلها آخر بلد يمكنه الكلام عن فضيلة الحوار واحترام الجيران وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.. يشار إلى ان بيان وزارة الخارجية الجزائرية، الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية، هو أول رد فعل جزائري رسمي منذ أن قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين العلاقات الدبلوماسية مع قطر في خطوة منسقة أمس الاثنين.