عمار العامري إحدى عوامل تفوق مشروع الحكيم العقائدي والسياسي, اعتمادهم على العلاقات الاجتماعية, مع فئات المجتمع العراقي كافة, منذ بدايات القرن العشرين, لم تقتصر على شخصية معينة, إنما الكل معين لا ينضب, ولم تمنعهم الموانع القانونية والسياسية, من تطوير وبناء العلاقات, أصدقها التواصل مع الشخصيات المؤثرة بالساحة العراقية, رغم مضايقات النظام السابق. لاسيما إن لتواصل السيد محمد باقر الحكيم ميزات كثيرة, في علاقته مع المواطن العراقي, ابتدأها عندما كان ممثلاً لوالده المرجع الأعلى آنذاك, ثم تطورت وانتعشت خلال تواجده بجهاز المرجعية العليا, إلى زيارات ميدانية "للألوية" المحافظاتالعراقية, في بواكير شبابه, تتطور تلك العلاقات مع العشائر العراقية وآل الحكيم, وتوسع التواصل مع النخب المدنية والأكاديمية والمهنية, ما أسس لقاعدة اجتماعية واسعة وواعية. تجسدت تلك العلاقات؛ بالمواقف المشرفة للعراقيين بالوقوف معاً بوجه النظام السابق, والتصدي لممارساته العدوانية, فكانت لتوجيهات شهيد المحراب؛ الدور الفاعل والمؤثر في توحيد الصف المجتمعي, وتعزيز المواقف بالتحدي والإصرار على كسر هيبة السلطات البعثية, لذا استشعر أبناء الحركة الإسلامية بضرورة التعاون والتكاتف, بين أبناء العشائر والمجاهدين تحت قيادة حكيمة رائدة, لها التأثير الروحي والعقائدي, والقادرة على توجيه البوصلة بالشكل الصحيح. إن أبناء بغداد والمناطق المحيطة بها, اليد الطولى بالاندكاك والتضحية والإيثار, من أجل إنجاح المشروع الإسلامي, الذي رسمه السيد مهدي الحكيم, وسار عليه شهيد المحراب, من خلال تعضيد المسيرة برجالات, قل نظيرهم في مقارعة الظلم, كذلك بتقديم الدعم الاقتصادي العراقي, كون اغلب التجار وأصحاب رؤوس الأموال, يمتلكون علاقات اجتماعية ايجابية, ناهيك عن اقرأنهم بالمحافظات الوسطى والجنوبية, ممن دعموا المشروع نفسه. لما لشهيد المحراب من تأثير على الأوساط المؤمنة المؤثرة, تجده يبعث رسالة شكر وامتنان, للحاج جري آل حسين شيخ عشيرة المشاعلة قبيلة آل عبس, لمواقفه الشجاعة والنبيلة بدعم المجاهدين, وإيوائهم إثناء تنفيذ العمليات الجهادية؛ في مناطق الجزيرة واثأر الوركاء والبادية السماوة, كما تجد هناك مراسلات مهمة بين شهيد المحراب, والحاج جابر خليوي العبساوي, لدعمه الإخوة المؤمنين المهاجرين في معسكر رفحا. كما كان شهيد المحراب حريصاً على التواصل بنفسه مع أبناء الاهوار, لاسيما المهاجرين من مدنهم وأراضيهم, للاطمئنان على أحوالهم, والاطلاع على معاناتهم ومشاكلهم, باعتبارهم يمثلون العمق التاريخي والجغرافي والفكري لمشروع الإسلام والوطن, لان الأوضاع الاقتصادية كانت مؤثرة بشكل كبير على الطبقات المسحوقة, إبان فترة الحصار المفروض على الشعب العراقي, فكان السيد الحكيم؛ يولي اهتمام لاستثمار العلاقات الاجتماعية, وتعزيز روابط الإخوة. كان شهيد المحراب؛ يؤكد دائماً على دور العشائر العراقية الأصيلة, كأحد الأركان المهمة, التي حفظت التشييع في العراق, جاء ذلك بجهود السنوات الطوال, التي أسست لنا شبكات واسعة من العلاقات, والتواصل والترابط, الذي خلق مجتمع واعي للمشروع الإسلامي الوطني, جاء يَخدم ولا يُخدم, ومستمر بإنقاذ الإنسان, وبناء دولة العدل الإلهي.