عمار العامري بين تلك التيارات السياسية التي ظهرت بالعراق, برز على الساحة السياسية, التيار الديني (التحرك الإسلامي في العراق), الذي أصبح من رواده السيد محمد باقر الحكيم (شهيد المحراب) (1957-2003), نجل الإمام محسن الحكيم, فقد تأثر السيد الحكيم بمرجعية والده, خلال (1947-1970), فشكل السيد شهيد المحراب انعطافه مهمة في تاريخ الحركة الإسلامية. أصبح نبراس في طريق بناء الدولة، فقد بدأت حياته بالمواقف والأدوار المهمة منها؛ مارس دوراً بارزاً في إدارة شؤون جهاز المرجعية الدينية في النجف الاشرف, باعتباره احد أركانه المهمة, في عمر لا يتجاوز سبع عشر عاماً, مثل والده الإمام الحكيم في العديد من المحافل الدينية والجماهيرية, وفي الوفود الرسمية والشعبية. اختير عضواً في اللجنة المشرفة على إصدار مجلة الأضواء الإسلامية, الناطقة باسم جماعة علماء النجف الاشرف, في الخمسينات من القرن الماضي, التي تعد من ابرز النشاطات الثقافية والإعلامية, التي واجهة التيارات الفكرية المنحرفة آنذاك, أكمل مراحله الدراسية للعلوم الدينية, فاضطلع بعلوم القران الكريم, فكان من أستاذته والمؤلفين في بيانه وتبيانه. بعدما تأسست كلية أصول الدين في بغداد عام 1964, أصبح أحد أعمدتها, وأساتذة علوم القران فيها, ارفد المكتبات الإسلامية بعشرات المراجع والمصادر؛ في العقائد وعلوم القرآن وتفسيره والتاريخ والفكر والاجتماع, التي باتت اليوم منافع فكرية, وموارد دراسية في الجامعات العراقية. أسند إليه دور وكيل العام للمرجعية الدينية, لاسيما لوالده المرجع الأعلى في إدارة شؤون بعثة الحج والعمرة, باعتبارها من المواسم الدينية المهمة, التي يجتمع فيها المؤمنين من البلدان كافة, والحجيج بأمس الحاجة للتوجيه والإرشاد, ومعرفة متغيرات الأمور العقائدية والإحكام الابتلائية. ترأس العديد من الوفود, ممثلاً عن والده الإمام الحكيم, لزيارة المدن العراقية, في جولات ميدانية لتفقد أحوال أبناء المجتمع العراقي, ودراسة أوضاعهم, فأسس شبكة واسعة من العلاقات الاجتماعية, مع الشرائح السياسية والعشائرية والمدنية والأكاديمية كافة, ومع نخب الجامعيين والمثقفين والشباب. أسهم في تأسيس العديد من التشكيلات السياسية والفكرية والاجتماعية, لمواجهة الهجمات الهدامة, والأفكار المخالفة للدين الإسلامي، التي حاول أصحابها خلق حالة من الانحلال والتفسخ, في المجتمع العراقي, لدعم الأفكار الغريبة.