عمار العامري بعدما تزاحمت الأفكار, طرحت العديد من الآراء في منتصف القرن الماضي, أهمها ما كانت مستوردة من الخارج الأوربي, نهض المهتمين بالنظرية الإسلامية في قيادة الأمة, للتصدي لتلك التيارات, فأخذ التيار الإسلامي يشق طريقه, لمواجهة انحراف المجتمع, من خلال طرح نظرية بناء الدولة, فكان السيد شهيد المحراب من أبرز المتصديين لذلك. كان السيد محمد باقر الحكيم؛ ذو رؤية ثاقبة ومنهج واضح، إذ كان قائداً لجميع العراقيين، بكل توجهاتهم ومذاهبهم وطوائفهم ومنابعهم, بعيداً عن الانتماءات الطائفية والعنصرية والحزبية، فكان دائماً يحدد مسارات العمل بعيداً عن الحزبية الضيقة، يعتقد بأنه يمثل التيار الواسع في الأمة, ويعبر عن همومها، ويسعى لوضع أسس بناء دولتها. ويرى شهيد المحراب؛ إن الرؤية المستقبلية لبناء الدولة العراقية لما بعد 2003: "تعتمد نظام الحكم المنبثق من إرادة الشعب العراقي، يساهم العراقيون من خلال انتخابات حرة ونزيهة في انتخاب ممثليهم، واختيار نوع الحكم الذي يناسبهم، ويمثل حقيقة وحدة مكوناته, وخصائص أطيافهم وهويتهم, وما يعتقد به أبناءه , وما يلتزمون فيه". وهذا خلاف ما كان يحكم العراق, من قبل فئة عملت وفق سياسة أحادية المنظور، والعقود الماضية التي مرت على البلاد, كانت ذات تجارب مريرة على الشعب العراقي، لاسيما بعدما تسلطت فئة قليلة على الحكم, بسبب انتهاج الحاكمين فيها سياسة: "الأسرة الواحدة أو الزعيم الأوحد أو النهج الواحد أو المنطقة الواحدة". يرى شهيد المحراب: "إن الحكم في العراق؛ لابد أن يكون حكماً ديمقراطياً اتحادياً تعددياً, يشترك فيها لجميع، من خلال انتخابات حرة نزيه، ينبثق عنها مجلس نيابي يمثل جميع أبناء الشعب, بمختلف الديانات والقوميات والمذاهب والتوجهات السياسية، يشكل حكومة وطنية تدير دولة المؤسسات، تعمل وفق أحكام الدستور الذي يكتب بأيادي عراقية". هذا المنهج؛ يعد منهج تغليب مصالح الأمة على المصالح الفئوية, الذي وضع شهيد المحراب؛ خلاله ملامح بناء العراق الجديد, بأول خطاب له على أرض العراق عام 2003, في محافظة البصرة, إذ شخص فيه أهم مقومات النجاح, ومعطياته على وفق التنوع الديموغرافي في العراق, والتأثيرات المتوقعة, ليكون فعلاً منهج لبناء الدولة.