ما حدث لسمك محسن فكري لم يحدث فقط لسمك محسن فكري , بل هناك تصرفات غير لائقة تجاه اسماك وسلع وامتعة الكثير من الباعة, الذين يمارسون عملية البيع او جلب السلع او السمك بغير رخص وغير قانون. لكن هنيهة من الصبر تجعل اثر الغضب يزول وينجلي ظلام الغضب. فالروح اغلى من كل شيء عند الله تعالى وعند الناس وعند صاحبها , اذن هي مكرمة لدى الله ولدى الكل. والله تعالى يقول : فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين. فالاية هنا فيها تكريمين للانسان, اي الاول نفخت فيه من روحي, ثانيا فقعوا له ساجدين. اذن , هل هكذا ينبعي ان يعامل من طرف بني جلدته من اسجد الله له الملائكة؟ ولماذا نقول المعاملة ؟ ولماذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم الدين المعاملة. ماذا يفعل الاخر بصلاتك او صيامك او حجك اذا عاملته بقسوة؟ كم من مشهد نرى فيه الملك ينحني لتقبيل المعاقين الذي يسيل لعابهم من افواههم , وكم من مرة رايناه يزور المرضى على فراشهم, وعلامة الخشوع والاحترام منه لهم بادية على محياه الكريم. ان في هذا لعبرة لكل مسئول وعظة لمن اراد ان يتعظ. وان الخطاب الملكي السامي الأخير, لكاف لجعل من ألقى السمع ومن اولاه اهمية يبدل سلوكه اتجاه المواطن ويعامله معاملة تليق بمقامه عند الله وعند نفسه. كشاعر الملك : كتبت الكثير من القصائد في رحمة وعطف الملك اتجاه رعاياه الاوفياء. بالعربية بالانجليزية وغيرها. لماذا ؟ اولا لشكره والثناء عليه , ثانيا لاثارة انتباه من لا زالت معاملته للاخر سيئة سواء اكان مسئولا او قويا او ضعيفا. فالرفق ما كان في شيء الا زانه. الرفق بالحيوان الرفق بالانسان . ولكن على الانسان الذي تعرض لسوء معاملة ما من انسان ما ان يستحضر قول الله تعالى لرسوله الكريم واصبر صبرا جميلا. ونصيحة لقمان الحكيم لابنه واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور. والله تعالى يقول وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا ان لله وان اليه راجعون اؤلئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واؤلئك هم المهتدون. فاذا اخذ كل من أسيء له في الانتحار او اضرم النار في نفسه او القاء نفسه من الاعلى او غير ذلك, فستكون فتنة وفساد في الارض كبير. فعندما قال الله تعالى ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما. ولا تقتلوا انفسكم خشية املاق. هنا اشارة الى ان الذي ينتحر هو في شدة وفي حاجة الى الرحمة وخائف من الفقر ا وان لا يجد رزقا.. فانظروا الى ايوب عليه السلام لما صبر على مرضه وذهاب ابناءه , كيف كان جزاء الله تعالى له, وهو قول الله تعالى وايوب اذ نادى ربه اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين . ماذا كان بعد هذا النداء من الاضعب الى الاقوى ؟ فاستجبنا له وكشفنا ما به من ضر واتيناه اهله ومنصلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين. وذو النون لما وجد نفسه في بطن الحوت, هل فزع؟ نعم فزع الى الله . فنادى في الظمات , ونحن في النور ونقلق ولا ننادي الله. في وقتنا الحالي هناك من هدمت داره ومات ابنائه ولم يلقي نفسه لا في البحر ولا في النار. خشية ان يفعل شيئا يخلده في النار الى الابد. بل رغم فقدان كل شيء لا يزال يتنقل من مكان الى اخر بحثا في البقاء املا ان يخرج من النيا والله راض عنه. باستكاعته ان يلقي بنفسه في البحر والسفن تمخر به عباب الامواج العاتية , ورغم ذلك يتمسك بخشبة للوصول الى بر الامال , متيقنا ان لدى الله خير وابقى. هكذا يجب علينا ان نواجه الشدائد بحزم وقوة . لماذا لاننا من امة رسول من اولي العزم, محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. فكم من مريض يتالم وكم من ومظلوم لا يتكلم ورغم ذلك يصبر حتى يلقى الله ويجعل الله من امره يسرا. ولهذا ادعو المتالمين والمعتدى عليهم ان يصبروا ان لدى الله انكالا وجحيما وسعيرا. فصاحب الحوت الذي القي بنفسه في شاحنة النفايات كان عليه ان يكون كصاحب الحوت الذي التقمه الحوت وادخله في ظلمات البطن وظلمات البحر وظلمات الليل, ورغم ذلك لن ينسى الله , فدعاه واستجب له. فلا يمكن ان نكون مسلمين حتى نطبق ما جاء في القرءان والسنة النبوية في انفسنا ومع غيرنا. مع نفسك صبرها , لانها امارة بالسوء , خصوصا في حالة الغضب. مع الغير حاول ان لا تغضب احد, سواء اكنت مسئولا او غير ذلك. وعلى المسئولين ان يقرءوا عواقب الامور قبل ان يتصرفوا, لان سجايا الناس تختلف. فهناك من يتحمل ويتعامل مع الشطط في السلطة, وهناك من يرد على ذلك بما لا تحمد عقباه. فخروج ادم من الجنة , كان بسسب حركة واحدة. وخروج المحتجين المغاربة او التونسيين او السوريين او غيرهم كان بسبب حركة واحدة . ولكن انظروا الى ما الت اليه الاوضاع هناك. والفتنة لا تموت, بل تنام فقط . والفتنة نار اذا ما اشتعلت لا تميز بين الاخضر واليابس. والشعب المغربي واحد بوجود من يوحده الا وهو صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله وايده. والذي يقطع المسافات ويتحمل عبء السفر في سبيل مجدنا ورفعتنا وتنميتنا. فنحن دولة استطاعت ان تصمد هادئة وموحدة , سائرة نحو نمو افضل بفضل وجود موحد القلوب وحامي الكرمات الانسانية والامن والاستقرار مولانا المنصور بالله امير المؤمنين محمد السادس نصره الله وايده , لهذا وجب علينا ان لا نترك لاعداء وحدتنا الترابية واعداء امننا المجال للنيل من هذه النعم الفريدة التي انعم الله عليها بنا: مغرب جميل وملك من الدوحة النبوية سليل وامن لا نبغي سواهما بديل. اسال الله ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وان يسكنه جنته وان يرزق ذويه والمغاربة الصبر والسلوان. كما اطالب باخذ القصص لكل من ثبت عنه انه ساهم فيما حدث من قريب او بعيد ليكون عبرة للاخرين حتى لا تكرر مثل هذه المعاملات المهينة والجالبة للخزي والعار لامة تسعى جادة للرقي عالميا. شاعر الملك بالقائد عبد الرحمن