إننا في حزب النهضة والفضيلة نعبر عن استيائنا البالغ واستنكارنا الشديد للجريمة الشنعاء التي أقدم عليها منتجو الفيلم الأمريكي المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم. ونؤكد أن هذا العمل الحقير، إنما هو اعتداء صارخ على مشاعر كل مسلم ومسلمة في أرجاء العالم، وتحد سافر لكل الأعراف والمواثيق الدولية الحامية لاحترام المعتقدات والمقدسات والرموز الدينية وقيم العيش الإنساني المشترك. وهو عمل يندرج في إطار مخطط صهيوني خبيث يهدف إلى إشعال الفتنة وضرب أسس الاستقرار العالمي، بالإساءات المتكررة إلى الإسلام ومقدساته، مما قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة تهدد السلم الدولي وقيم التعايش بين الأديان والحضارات والشعوب. وعليه، فإننا نعبر عن تضامننا مع كافة أشكال الاحتجاج السلمي المعبر عن حضارية الرسالة الإسلامية، والمجسد لأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وحكمته، والممتثل لمعالم المنهج النبوي في التعامل مع الخصوم والمخالفين. وإزاء هذه الإساءة البالغة للدين الإسلامي الحنيف، ولكل الشرائع السماوية، فإننا نطالب الإدارة الأمريكية بالسحب الفوري للشريط المذكور من دور العرض وووسائط الاتصال المختلفة، ومحاسبة المسؤولين عن مختلف مراحل إنتاجه وتسويقه، وتقديم الاعتذار الواجب لكل المسلمين. كما ندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ ما يلزم من خطوات، لإصدار قوانين تجرم مثل هذه الأعمال، والكف عن سياسة الكيل بمكيالين في ما يتعلق بتطبيق قانون معاداة السامية، مناشدين في نفس الوقت أهل الحكمة والعقلاء ورجال الدين عبر المعمور، إلى التدخل الحازم للمساهمة في وقف مسلسل ازدراء الأديان والتطاول على رموزها.
أما الحكومة المغربية فهي مطالبة بتقديم احتجاج رسمي للسفارة الأمريكية، واستيضاح الأسباب الكامنة وراء سماح سلطات الولاياتالمتحدة بعرض فيلم يستهدف الإساءة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن ثم المس بالدين الإسلامي ومشاعر شعوب وبلدان تربطها صداقات وشراكات استراتيجية مع واشنطن. ولا ننسى أن نحيي الموقف المسؤول الذي عبر عنه المجلس العلمي الأعلى، بإدانته لكل محاولات استفزاز المسلمين والنيل من مقدساتهم. وإن الإعلاميين وممولي القطاع السينمائي والفنانين العرب والمسلمين مدعوون اليوم إلى إنتاج أعمال وثائقية وفنية تبرز للعالم أجمع عظمة النبي صلى الله عليه وسلم، وسمو الأخلاق والفضائل التي دعا إليها الإسلام، والقيم التي نشرها وغمر بواسطتها عقول وقلوب العالمين.