اعتمدت اللجنة الوزارية المغاربية المكلفة بالأمن الغذائي رؤية مشتركة للنهوض بالفلاحة بدول المغرب العربي. ولعل الأساسي في خطتها التي أعلنت عنها عقب اجتماعها ليوم الخميس السابق عن عيد الأضحى المبارك، هو «تقييم العمل المغاربي في مجال مقاومة الجراد، حيث تم الاتفاق على تكثيف الجهد المغاربي، مجددا، لمجابهة هذه الآفة التي بدأت تهدد موريتانيا والحدود الجنوبية للمنطقة المغاربية، وذلك تجديدا للتجربة المغاربية الناجحة في هذا المجال سنة 2004». في تحديد الكلمات موقف، وفي اختيارها نفس. ولهذا فإن الذي يسترعي الانتباه ليس هو النوايا الحسنة فقط، بل التأكيد على العمل (مجددا)، وهو ما يعني أن العملية نجحت وأن التجربة لابد من أن تعاد ما دام البديل هو....الجراد! والذي يهم هو أن المغاربيين الذين يكتفون فقط بالبيانات وإغلاق الحدود بينهم، يفتحونها تحت ضغط الجراد. ولست متأكدا من أن الجراد، في هذه الحالة، آفة، بل لعله مطلب من أجل أن تفتح الحدود ويتعانق المغاربيون تحت وابل من .... الجراد. لقد سبق أن كان الجراد سببا في فتح الحدود بين المغرب والجزائر، ولعل الكثيرين اليوم من ساسة البلدين يذكرون كيف عجلت الحشرة المتنطعة بفتح الحدود بين البلدين في عهد الملك الراحل والرئيس بنجديد. وكيف أن الكثيرين يتنذرون بذلك في مجالسهم، ولعلنا نحن بسطاء الناس نتعجب كيف أن الجراد يحقق ما يعجز عنه العقل البشري. و«بينا وبينكم» من الذي يملك العقل الاستراتيجي: هل هو الرجالات الذين يخوضون الحرب ضد إخوانهم تحت سماء المغرب العربي، أم هو الجراد الذي تخاض ضده الحرب ويستغلها ليفتح الحدود؟ أكاد أشكر الجراد حقا، وأكاد أراه صوفيا ينتحر من أجل الآخرين ولا يخوض حربا ضد النباتات إلا إذا كانت في صالح شعوب المنطقة.إنه جراد الشعوب...كما كنا نقول مغرب الشعوب، والتي لا تقرر، بل يقرر فيها، كما لو كانت أقل من الجراد. هل حولت الحسابات الضيقة لجنرالات إخواننا الجزائريين الشعوب إلى جراد تخاض ضده الحرب ولا يستطيع حتى أن يفرض بعض التعاون بين السياسيين، تخاض ضده الحرب ولا يستطيع حتى أن يفتح الحدود. في الواقع سيكون من المفيد أن نلقن لأجيالنا القادمة استراتيجيات الجراد في كل ما يتعلق بالوحدة المغربية، وسيكون من المفيد أن تتخرج أجيال من الطلبة والمتخصصين في علم السياسة تخصص جراد. ولنتصور أنك جالس في الطوبيس، وجلست قبالتك طالبة جامعية وسألتها: آش من شعبة؟ وعندما تجيب: علم السياسة تطرح السؤال من جديد: آش من تخصص؟ فتجيب: السنة ثانية جراد! ستشعر، إذا لم يكن عندك خبر بالموضوع أنها تستهين بك، وهي في الحقيقة تكون قد اختارت شعبة جديدة في العلاقات الدولية، والمؤكد أن أستاذها لن يكون عسكريا متقاعدا من الجزائر!! نحن أمام معضلة أيها الإخوان: إذا مدحنا الجراد نكون ضد الفلاحين الصغار منهم بالأساس وضد الزراعة والفلاحة، ولا أعتقد أن السيد أخنوش سيبتسم وهو يتضور مقالات متوترة تمدح الجراد وتدعو له بالفلاح ...لا بفلاحة! ولكنه سيتفهم مطالبنا الجرادية الوحدوية!! وبمناسبة الحج، يفيد جدا،أن نذكر بأن الجراد يسمى أيضا الجراد الحاج! ولعله لهذا السبب يفكر في الوحدة بين الشعوب العربية الإسلامية، التي لم يوحدها حتى ... العيد!! وبالمناسبة عيد مبارك سعيد لكم، وإنها لوحدة حتى ... الجراد!