لم تكد الاستحقاقات الانتخابية تشرف على نهايتها، حتى انطلقت عملية تصفية الحسابات بين أنصار المتنافسين، الذين يتحملون وزر عواقب ونتائج الصراعات السياسية، إذ يحاول كل طرف التربص بغريمة وإيقاعه في مشاكل قد تصل في أغلب الأحيان إلى ردهات المحاكم. هذا ما ينطبق على المسمى (ح. م) الموظف بجماعة تبودة بدائرة غفساي، الذي كان ضحية هذه الحسابات، حيث أقحم اسمه في ملف 227/09 بتهمة المشاركة في قتل وإخفاء جثة سيدة وتشويه معالم وجهها وعدم التبليغ عنها، وهو الملف الذي ستنظر فيه محكمة الاستئناف بفاس يوم 25/11/2009، بعد استفاء كل التحقيقات المتعلقة بالنازلة، والذي من حسن الحظ تمت تبرئته من طرف المتهم الرئيسي زوج الضحية لدى الضابطة القضائية وأمام قاضي التحقيق. لكن حدة الصراعات، لم توقف حبك المزيد من السيناريوهات لإسقاط الهدف المراد توريطه في قضية يزج بها في السجن لمجرد أنه دافع عن وجهة نظره وعن اختياراته خلال الاستحقاقات الأخيرة، حيث تم توظيف أحد الجيران بوضع شكاية ضده لدى النيابة العامة بالإقليم بتهمة اختطاف زوجة المشتكي، مع العلم وحسب تصريحات الموظف المشتكى به أن الزوجة موضوع الشكاية كانت نازلة ضيفة على أسرته، المعلومات التي يؤكدها أخوها الذي كان برفقتها. وتعود وقائع هذا الجريمة، حسب محاضر الضابطة القضائية، أنه في اتصال هاتفي من شخص فضل عدم الكشف عن اسمه، تم إخبار الدرك الملكي بالمركز القضائي بقرية بامحمد بوقوع جريمة قتل سيدة من طرف زوجها وعدد من المتعاونين معه وإخفائها في حفرة بوادي تصرافت بجماعة تبودة دائرة غفساي. وبعد فتح التحقيقات واستماع إلى المتهم الرئيسي زوج الضحية، الذي نفى في تصريحاته الأولى، وبعد ذلك عدل على الإنكار، واعترف بما نسب إليه، مؤكدا لمصالح الدرك أنه اقترف هذه الجريمة بمعية المسمى (م.د) الذي كان يحتسي الخمر رفقة الضحية قيد حياتها. فتوجه المتهم إلى المكان، بعد إشعاره بالواقعة، فوجد بالفعل أن زوجته هي وعشيقها (م.د) على متن سيارة قرب واد تصرافت، فنشب صراع بينه وبين المتهم الثاني، استعملت فيه الحجارة التي أصابت بقوة الزوجة، الحامل في شهر السابع، التي توفيت في الحين على إثرها، وبعد التأكد من وفاتها وضعاها في حفرة تحت الأحجار وأعراش الأعشاب وغطاها بكومة من الرمل، الشيء الذي ينفيه المسمى (م.د) جملة وتفصيلا. قصص غريبة لاتسمع عنها ولا تراها إلا على محطات و فضائيات العالم القروي، فالى متى تبقى هذه الحروب الباردة تسيطر على عقلية ساكنة هذا العالم، الذي غابت عنه كل صفات التآزر والوئام؟