قصة اليوم التي ننقلها لكم من بين الملفات الجنائية التي عرضت على غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بسطات خلال إحدى جلساتها الاسبوعية المنعقدة يوم الخميس بطلاها شابان ، الاول من مواليد 1978 والثاني عام 1984، اعترضا ليلا سبيل فتاة عمرها 20 سنة بعدما كانت خارجة من منزل أسرتها ببرشيد متوجهة لوسط المدينة لقضاء بعض أغراضها. من البادية إلى المدينة المتهم الأول من مواليد 1978 بإحدى القرى المغربية ومن أسرة نزحت الى مدينة برشيد خلال سنوات الجفاف حاملة معها أبناءها الستة تحت رعاية والد لم يجد عملا قارا فأصبح عاملا مياوما ليلج الإبن الأكبر المدرسة التي لم يستمر فيها ليغادرها من مستوى السنة الثانية من التعليم الأساسي ليلتحق بأبيه كبائع متجول «بكروسة»، وهو ما لم يرقه خاصة بعد تعرفه على بعض رفاق السوء الذين جعلوه يتعاطى للمخدرات ، مما جعله يرتكب بعض الجنح ويحاكم ويسجن. من بيع الخمر إلى السرقة المتهم الثاني من مواليد 1984 بالبيضاء لم يتمم دراسته خاصة بعد حصول الطلاق بين والديه، ليجد نفسه يعيش في كنف زوج أمه الذي حاول أن يساعده وذلك عن طريق دفعه ليتعلم مهنة المطالة، لكنه لم يستمر فيها خاصة بعدما انتقلت أمه لتعيش مع زوجها ببرشيد. رفضه سلطة زوج أمه جعله يسيء التصرف ليسقط بين أحضان الجنوح، حيث بدأ في الاتجار بالخمور لكنه تم توقيفه ومحاكمته، لينتقل للسرقة فيعتقل مرة ثانية وخلال مدة سجنه تعرف على شريكه المتهم الاول. محاولة اغتصاب مساء يوم الواقعة كان الصديقان قد استهلكا بعض المخدرات وتناولا بعض الخمر من صنع محلي ماء الحياة ووقفا في قارعة الطريق ينتظران ضحية ما لسرقته، لكن الظروف لم ترسل لهما أي مار من القرب منهما، ولكن ظهرت لهما فتاة قادمة من الزقاق المقابل فاختبأ الثاني وتظاهر الاول بكونه لوحده ومتجها في نفس الاتجاه نحو وسط برشيد، لكنه كان يمشي ببطء كبير حتى تلحق به الفتاة. عندما أصبحت الفتاة جنبه بادرها بالكلام في إشارة لتحريضها على الفساد، لكنها لم تتكلم معه وحاولت تجاوزه فارتمى وأمسك بها لتدخل معه في شبه عراك ليلتحق بهما الثاني الذي استل سكينا وجرحها في فخذها، وتحت التهديد ساقاها الى مكان مظلم بزقاق وحاولا نزع ثيابها، لكنها أجهشت بالبكاء وبدأت تستعطفهما وترجوهما أن يتركاها لحالها على أساس ان تتصل بالأول في وقت لاحق غدا، وسلمته رقم هاتفها. الوقوع في الفخ رافقها المتهم الاول الى أن اشترت ما كانت خارجة من أجله إذ لم يكن معها سوى عشرة دراهم وعادت حتى الدرب وافترقا على أساس الموعد غدا. صبيحة الغد اتصلت البنت وأمها بمركز الأمن وتقدمت بشكاية ضد الشابين اللذين حاولا اغتصابها بعدما جرحها أحدهما بسكين. وبناء على الاتفاق مع الجاني الاول الذي اتصل بها على أساس انه ينتظرها نصب له رجال الأمن فخا بعد مراقبته وما أن وقفت أمامه وسلمت عليه حتى حاصروه وأوقفوه. وعند تلقي تصريحه أدلى بمعطيات حول شريكه الذي تم إلقاء القبض عليه هو الآخر. الحكم بسنتين بعد إنجاز أمن برشيد المسطرة تم تقديم المشتكى بهما أمام الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بسطات الذي بعد استنطاقهما ومواجهتهما مع الضحية تابعهما بجناية محاولة الاغتصاب المنصوص عليها وعلى عقوبتها في الفصلين 114 و486 من القانون الجنائي (من 5 الى 10 سنوات). أمام المحكمة نفيا المنسوب إليهما، لكن رئيس الجلسة واجههما بمحضر المواجهة والتعرف عليهما من طرف المشتكية. ممثل النيابة العامة التمس تطبيق القانون. الدفاع المعين في إطار المساعدة القضائية التمس لكل واحد منهما ظروف التخفيف لوضعيتهما العائلية. بعد المداولة تمت إدانتهما والحكم على كل واحد منهما بعامين ليتم نقلهما لسجن علي مومن.