خلال زيارته لمراكش التي لم تستغرق أكثر من 48 ساعة، والتي اختتمت صباح أمس الإثنين، ضخ ألبير الثاني، أمير موناكو، في شرايين السياحة المغربية استثمارا لا يقل عن 93 مليونا و814 ألفا و131 أورو. أجل، وقبل توديعه من طرف الأمير مولاي رشيد بمطار مراكش المنارة الدولي، كان ابن أمير موناكو الأسبق رينيه الثالث والأميرة غريس كيلي، قد وضع الحجر الأساس لانطلاق أشغال تشييد مركب سياحي وسكني فاخر بالمدينة الحمراء، مركب ستنتصب معالمه على طول وعرض 15 هكتارا، انتقي له اسم «جوهر أوطيل آند ريزيدونس». ألبير الثاني، أو ألبير، ألكسندر، لوي، بيار غريمالدي، أطلق صرخته الأولى يوم 14 مارس 1958، خلف والده المتوفى في 6 أبريل 2005 على رأس الإمارة، وتوج أميرا لها يوم 12 يوليوز من نفس السنة عقب انصرام مدة الحداد الرسمي. وبالإضافة إلى مهامه في قيادة موناكو، فالأمير رياضي سابق على المستوى الأولمبي، واهتمامه متواصل، مثله مثل مبادراته، بعدة مجالات عالمية حيوية منها، على سبيل المثال لا الحصر، البيئة، حماية المحيطات، الاحتباس الحراري، التلوث الصناعي، التحولات المناخية، التنوع البيولوجي، الماء... وفي سياق اهتمامه بالحقول الثلاثة الأخيرة، أنشأ «مؤسسة أمير موناكو الثاني للبيئة» في يونيو 2006، لتساهم في وضع حلول مبتكرة ومطابقة للأخلاق في هذه المجالات. وكثيرا ما يتخلص الأمير من ثقل البروتوكول لبعث رسائله، وهذا ما فعله في أبريل 2006، لما جال القطب الشمالي على متن مركبة جليد تجرها الكلاب، هدفه في ذلك دق ناقوس الخطر حول ما يتعرض له العالم من تهديد قريب المدى جراء الاحتباس الحراري والنفايات الصناعية. أما في يناير 2009، فقد زار القطب الجنوبي رفقة المستكشف مايك هورن، وهي الزيارة التي تحولت مجرياتها العلمية والاستكشافية إلى شريط وثائقي يروم التحسيس ثانية بالأخطار المحدقة بأمنا الأرض. وقد حاز أمير موناكو عدة جوائز دولية في مجالات انشغاله المتعددة، آخرها جائزة «روجي رِفيل» الممنوحة من طرف جامعة كاليفورنيا بسان دييغو، خلفا لال غور، وذلك يوم 23 أكتوبر الماضي.ومن قصره الاميري بموناكو، سيتابع البير الثاني، عن كثب وبدون شك، تقدم الاشغال في مشروع «جوهر أوطيل آند ريزيدونس» الذي سينجزه المنعش العقاري «آريوم أطلس منادجمنت»، فيما ستشرف على تسييره مجموعة «مونتي كارلو» التابعة لشركة «لي بان دو مير بموناكو» .