توفي في ذات الليلة، كما لو أنهما على اتفاق في الحياة وفي الممات ( كلاهما عاش 100 عام وزيادة )، كل من الباحث الأنثربولوجي العالمي، الفرنسي كلود ليفي-ستروس، والأديب والناقد الإسباني الكبير فرانشيسكو أيالا. الأول، يعتبر مؤسس علم الأنثربولوجيا البنيوية خلال القرن العشرين، فيما الثاني يعتبر ركيزة مركزية حاسمة في الأدب الإسباني الحديث. ستروس المولود في بروكسيل سنة 1908 أسس للانتروبولوجيا الحديثة، وأثر في أجيال كاملة من الباحثين. فيما ظلت تعتبر سيرته الذاتية - الفكرية «المدارات الحزينة» الصادرة سنة 1955 أحد أهم الكتب على الإطلاق في القرن العشرين. ولقد أهلته أبحاثه العلمية الرصينة وصف كتبه الطويل، إلى أن يكون من كبار أساتذة «كوليج دو فرانس»، التي هي إحدى كبرى مؤسسات البحث والتعليم في باريس، مابين بين 1959 و1982. مثلما أنه أول أنثروبولوجي ينتخب عضوا في الاكاديمية الفرنسية في ماي 1973. الكاتب والمفكر الاسباني الشهير فرانشيسكو أيالا، الذي توفي في العاصمة الاسبانية مدريد، عن سن يناهز 103 سنوات، يعتبر رمزا أدبيا إسبانيا كبيرا. وقد حصل على العديد من الجوائز الأدبية في العالم من بينها «جائزة الأدب الوطنية» سنة 1983 وجائزة «ثييربانتيس» سنة1991 وجائزة «أمير أستورياس» سنة 1998. وقد ترك هذا المفكر الاسباني الكبير، المزداد بغرناطة سنة 1906، والذي يعد من أهم المرجعيات الثقافية والفكرية في البلدان الناطقة باللغة الاسبانية، العديد من الإبداعات الأدبية التي بلغ عددها أزيد من خمسين مؤلفا، تشمل مختلف الأشكال الأدبية. ومن أشهر الأعمال الأدبية للراحل: «رأس الخروف» (1949) و«قصة ماكاكوس» (1954) و«مقتل كلب» (1958) و«قاع الكوب» (1962) و«حديقة المسرات» (1971).