ازداد وترعرع في رحاب الإسماعيلية، تربى في أحضان النادي المكناسي للسباحة، حاز رفقته على عدة ألقاب في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وبقي وفيا له، وتدرج في أسلاكه بدءا من ممارس وصولا إلى رئاسته، مرورا بعضويته بالمكتب المسير وحاز النادي في ظل تسييره عدة ألقاب إنه رشيد عيوش الذي بعد كل هذه المدة من العطاء والمثابرة تخلى عن رئاسة النادي بمحض إرادته، ليفسح المجال للآخرين، على الرغم من إلحاح الجمع العام على بقائه، الذي كان لنا معه الحوار التالي: { كيف يمكن أن يلخص لنا رشيد عيوش عمل 14 سنة على رأس النادي المكناسي للسباحة؟ > فيما يتعلق بفترة رئاسة النادي التي دامت زهاء أربع عشرة سنة، أحمد الله أنها كانت مليئة بالإيجابيات التي يشهد بها الجميع، لأننا دخلنا على فراغ إذ لم نجد لا عمالا ولا إمكانيات مادية ولا فريقا، هذا الأخير آنذاك كان يتواجد في الصفوف الأخيرة، ولم نكن نتوفر على العنصر النسوي بالمرة ولكن بتضافر الجهود تمكنا من تسطير برنامج ذي أهداف قابلة للتحقيق. وضعنا قانونا ينظم الجمعية، فأصبحت بموجبه المدة الانتدابية أربع سنوات بدل سنة واحدة لإعطاء النفس للمكتب المسير للتخطيط وأجرأة برنامجه، ثم فكرنا في بناء مسبح أولمبي، وبواسطته تمكنا من تكوين 8 مدربين أكفاء، أعطوا نتائج جد إيجابية، في الوقت الذي لم يكن الفريق يتوفر سوى على مدرب واحد. شكلنا أيضا لجنة تقنية للسهر على السير الرياضي بصفة دائمة، كما خلقنا منصب مدير تقني، الذي لم يكن له أثر بالفريق، وحققنا 10 بطولات وحزنا كأس العرش ثماني مرات. لقد أصبح لمدرسة السباحة إشعاع كبير، بدأنا فيها ب10 أطفال سنويا، وارتفع العدد الآن إلى 500 طفل. ونحن فخورون بهذا التطور، الذي أثمر نتائج جد إيجابية، خاصة خلال البطولة الوطنية للبراعم والكتاكيت في نهاية الموسم الماضي، التي فاز النادي المكناسي بجميع ألقابها. زيادة على تنظيم كأس العرش 2009 بمناسبة تدشين المسبح الأولمبي الشتوي. وخلافا لما كان سابقا، فالتداريب اليوم تسير بشكل منتظم على مستوى كافة الفئات، وسوف تظهر نتائج ذلك على المدى القريب، كذلك أحيينا كرة الماء ورياضة الغطس، كما كان من نصيبنا هذه السنة كأس الاستحقاق، التي تمنحها الجامعة سنويا، للفريق الذي نال ألقابا على جميع المستويات. { رغم هذه المسيرة الحافلة، فضلتم التخلي عن رئاسة النادي. ما هي دواعي هذا القرار؟ > أولا بقيت طيلة هذه المدة على رأس النادي لأن الظروف حتمت علي ذلك، وكان علينا كمكتب إنجاز البرنامج الذي سطرناه. لأنني أنتمي لمدرسة سياسية ترفع شعار التناوب والتداول على السلطة، وحتى نسمح لأناس آخرين بتحمل المسؤولية وإعطاء نفس جديد لتسيير النادي، الذي يتوفر على كفاءات في حاجة للفرصة لإبراز قدراتها. لقد ارتأينا وبروح رياضية، أن يكون التغيير في عز العطاء الرياضي والمالي والهيكلي للنادي ... { ماهي انتظارات وأولويات المكتب المسير الجديد؟ > كان يعتقد البعض أنه ببناء مسبح فإننا قد حققنا كل شيء، لكن على العكس فالمسؤولية تضاعفت، بسبب الهجرة داخل الفريق الأول، ففي كل سنة يغادر سباحونا إلى وجهات أخرى داخل المغرب وخارجه لمتابعة دراستهم العليا. ثم هناك مشكل الماء، الذي يستوجب إيجاد حلول في أقرب الآجال. ويمكن القول إن هذا الأمر يعتبر من أولويات المكتب المسير، إضافة إلى مشروع رياضة وتمدرس، الذي يجب إعطاؤه العناية الكافية. كما أننا طالبنا المجلس الحضري بتفويت قطعة أرضية محاذية لفضاء النادي، وتلقينا وعود جميلة في السابق. { بعد بناء المسبح الأولمبي وتزايد إقبال الأطفال على المدرسة، ما هي انعكاسات ذلك محليا ووطنيا ؟ > حقيقة وبعد تجربة سنة، ومن خلال الإقبال الذي يعرفه المسبح، فإن السباحة المكناسية ستعرف تقدما مضطردا، لكن وجب مواكبة هذا الإقبال والتقدم بمجهود رياضي ومالي، وأركز على الجانب المالي نظرا للأهمية التي يكتسيها وأعطيكم أمثلة لأرقام قد يجهلها البعض: فهذه السنة مثلا مصاريف الكازوال لوحدها فاقت 40 مليون سنتيم. أما فاتورتا استهلاك الماء والكهرباء فبلغت 24 مليون سنتيم، هذا على سبيل المثال لا الحصر، لذا وجب على المكتب المسير إيلاء هذا الجانب ما يستحقه من عناية، كما وجب أيضا الاعتناء بالمدربين، والإسراع بإخراج مشروع رياضة وتمدرس إلى حيز الوجود، مع البحث بشكل جدي على إيجاد حلول بديلة لندرة الماء. { كم يلزمنا لتهييئ سباحين أولمبيين ؟ > حقيقة لا يمكننا تهييء أبطال دوليين إذا لم تتبن الدولة فكرة رياضة وتمدرس (Sport - Etude)، وإذا لم نأخذ على عاتقنا تدريب أطفال لا يتعدى عمرهم الثلاث سنوات يمارسون السباحة ويتابعون دروسهم، أي أن يكون لهم توازن ما بين السباحة والدراسة، فدون ذلك لا يمكن أن نحلم بأبطال أولمبيين، لذلك فالمسؤولية مشتركة بين الدولة والنوادي.