من منا لاتستوقفه الحالة الاجتماعية والبيئية المزرية التي تتخبط فيها ساكنة كريانات مقاطعة سيدي مومن، حيث تحولت حياة المواطنين إلى جحيم جراء الانفجارات المستمرة لقنوات الواد الحار، كثرة الأزبال المنتشرة في الدروب وكذا الواجهات، وبالقرب من سقايات الماء الصالح للشرب، الغياب شبه التام لحاويات الأزبال، انتشار الأمراض الجلدية والتنفسية في صفوف الأطفال والنساء والشيوخ لعدم توفر أبسط شروط النظافة ، إضافة إلى رعب الظلام الذي يخيم على كاريانات هذه المنطقة بسبب «انعدام» الإنارة العمومية. إن أي زائر للمنطقة سيشاهد كثرة الدور التي هدمت والتي رحل أصحابها فتحولت إلى حطام مما ضاعف من بشاعة المكان، فأصبح اللقب الجديد المتداول حاليا بهذه الكريانات بين صفوف الأطفال وساكنة المنطقة (غزة، الفلوجة، قندهار..) بسبب مناظر الأنقاض المنتشرة هنا وهناك ... يقول مصطفى فاعل جمعوي يسكن بكريان طوما: «هل تتصورون المعاناة التي نقاسيها. لا يخفى على وزارة الإسكان ما يجري بتراب مقاطعة سيدي مومن باعتبارها أحلك نقطة اجتماعيا بعمالة مقاطعات البرنوصي ، ولا يخفى على جل المتتبعين للشأن المحلي ما تتعرض له هذه الفئة المحرومة من حقها في السكن اللائق والمشاكل العالقة التي تتخبط فيها الكريانات بجهة الدارالبيضاء الكبرى، ومنها عدم مراعاة مشاكل الأسر المركبة، فنجد مثلا عائلات مكونة من مجموعة من الأسر من 1 إلى 4 أبناء متزوجين ومع ذلك منحوا نصف بقعة؟ بدل نهج معيار الحالة المدنية، دون إغفال «العشوائية» في انتقاء البلوكات الموجودة بالكريان، حرمان بعض الأرامل والعزاب بالرغم من توفرهم على معيار «باب واحد» .. كلها عوامل أدت، حسب بعض المتضررين، إلى إفراغ المشروع من محتواه الاجتماعي، المخصص لفائدة فقراء ساكنة المنطقة! هذا ويتساءل المعنيون من ساكنة الكريانات: ترى هل فكر المسؤولون في إيجاد حلول جدية لهذه المشاكل، علما بأنهم يحملون على عاتقهم شعار «مدن بدون صفيح في أفق سنة 2010» ، بدل الحلول الترقيعية، وذلك لإنقاذ المنطقة من التهميش والمعاناة؟.